القافلة التي أرادت أن تُحرج مصر… ففشختها!

الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
2025 / 6 / 13

محمد السايس

اكتب انا المواطن محرج بالنيابة عن الجميع، في البدء كان الحصار، ثم اشتعلت الإبادة الجماعية، ثم جاءت القافلة، ثم انهارت الدولة… أخلاقيًا فقط، لا تقلق عزيزي القارئ، المؤسسات كلها بخير، ورجالها في صحة ممتازة، ولا يزالون يحتفلون كل مساء بنجاحهم في التصدي لأي شيء له علاقة بالتضامن أو الحرية يحتفلون بـ سحقنا وقمعنا.

من يومين، استيقظت مصر الرسمية على كابوس متحرك اسمه “قافلة الصمود “، ناس غلابة – ولكنهم نشطاء حالمون يريدون وقف الإبادة – ومعاهم شوية أعلام وشعارات عاوزين يّدَخلوا دواء ولبن ويمكن بيبسي.

كارثة فعلًا… طبعًا الدولة تصرفت فورًا، مش ضد المجاعة في غزة، لا طبعًا… بل ضد القافلة وقبل خروج البيان الرسمي اللي بيرفض حتى التعامل مع القافلة علشان الحكومة مبتعتمدش قوافل شعبية عاوزة سفراء ومستشارين! خرج علينا شوية الاوباش حماة الوطن وملوا الفضاء الالكتروني تساؤلات وجودية من عيّنة:

القافلة عايزة إيه؟ وراهم مين؟ دول جايين يعملوا شو؟ مخطط التهجير بداء

وطبعا السؤال الاهم هل هدفهم إحراج مصر؟

يا للهول!

نعم، أيها السادة: القافلة تحرج مصر، من غير ما نكون ساذجين ذي كتير من النشطاء المخصيين اللي راحو يقولوا في كل حته، وبعلو الصوت ” لا ولا حد عاوز ولا هدفه يحرج مصر” قبل ما نجاوبهم كان المفروض نسألهم انهو مصر مصر السيسي ولا القهر؟

لو تقصد مصر السيسي اللي قافلة المعبر ومعتقل العيال بتاعة تحيا فلسطين ويحيا الوطن مصر، اللي بتاجر مع الصهاينة عيني عينك، وفتحة قناة السويس للسفن الحربية، وفتحه موانيها للسفينة “كاثرين” فاكرين ومحنش ناسين.

يا سادة لازم نكون واضحين، سواء أرادوا من في القافلة أو غفلوا عن انهم بيحرجوا مصر، فهم فعلا احرجوها، وقلعوها اللباس، اقصد لباس الشرف، متفهمش حاجه تانية، اللباس اللي بتحاول تغطي بيه على سوءتها… طيزها يعني المفلسة للصهيونية.

هذه مصر، نعم، تُحرَج، ومن مين؟
من شوية بشر قرروا يشيلوا روحهم علي كفهم علشان يوصلوا لبن أطفال لناس تحت القصف.
قلة الأدب! وإحراج من النوع الثقيل!
ده مش الإحراج اللي بيحصل لما واحد ينسى يفتح المايك في اجتماع.
ده إحراج على مستوى دولي. يعني إيه دولة كبيرة، لها جيش، ومخابرات، وعلاقات، ومطار بيفتش زرار القميص، وتيجي قافلة من شوية متطوعين تعمله شرخ في الماسورة.
تخلّي الناس تسأل: هو ليه مش بتعدي؟
ليه محتجزة؟
هو مين اللي خايف من التضامن؟
هو إزاي دولة بتتكلم عن دعم القضية، وتمنع اللي بيدعمها؟
كارثة.
كارثة شكلية. فلا تقلق على السيادة الوطنية عزيزي القارئ، كارثة في البرستيج الوطني بس المعرصين حيبرروها ويلبسوها ويلبسوهالنا.
طب والشعب؟ ما هو الشعب كمان اتحرج…
للإنصاف، القافلة – من غير قصد – أحرجت الشعب.
يعني بصراحة، إنت تبقى قاعد على فيسبوكك، وتلاقي نفسك مفضوح، زي كده بالظبط، مفضوخ قهر وقلة حيلة، ويمكن تقول احه ولو أنت مهذب زي ممكن تقول يا جماعة، احنا مش كده، دي الحكومة بس، احنا معاكم والله!

قمة المأساة لما تلاقي نفسك بتقول: “أنا آسف إن دولتي منعت التضامن “.
و تبص حواليك تلاقي ملايين بيقولوا نفس الجملة… همسًا.
عشان صوتك لو علا، ممكن القافلة تبقى إنت وتلاقي نفسك في التجمع الخامس في الدور التالت محطوط في قضية نيابة أمن دولة عليا.

إيه المطلوب؟
عايزين قافلة تيجي تهلل للنظام؟
ترفع علم السيسي وحزب الجبهة وتقول تحيا مصر 2000 مرة؟
تسلم الشحنة في الحي العاشر، وتاخد صورة مع المحافظ؟
يبقى اسمها قافلة علاقات عامة، مش قافلة شعبية.

من غير ما نحفلط في الكلام القافلة فضحت التناقض، مش اخترعته. كشفت موقف الدولة، مش خلقته.

وربما – فقط ربما – جعلتنا كمصريين نبص لنفسنا في المراية ونقول: “إحنا فين؟ ومع مين؟ وليه؟ وإلى متى؟ وربنا يرفع عنا الغمة”.

وأخيرًا، شكرًا للقافلة… لأنها أحرجت مصر التي يجب أن تُحرج.

soc-rev-egy.org

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي