|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

نورالدين علاك الاسفي
2025 / 11 / 5
9- أنبياء غضب؛ و أدعياء تحت الطلب في كيان مسخ نال منه العطب.
4- الصهيونية إلى اهتراء بعد افتراء الاحتماء الْدون.
4. 9 " المجريات تعدم البدائل المفتوحة على احتمالات غير مطروحة ".
****
قبل ثلاثين عاماً تماماً، انقلبت حياتي؛ مساء السبت، عند منتصف الليل، رن الهاتف، كان على الخط صحافي من شبكة CNN يقول: "سمعنا أن القاتل طالب في كلية الحقوق في جامعة بار إيلان التي تشغل أنت منصب عميدها." هكذا تلقيت، بصدمة، نبأ اغتيال رئيس الحكومة إسحاق رابين؛ في صباح اليوم التالي، التقيت جاراً لي في المبنى، وهو أستاذ في الجامعة العبرية، فنظر إليّ بغضب، وقال متهماً: "ماذا فعلتم بنا؟" هكذا أدركت، لأول مرة، فكرة أنه يوجد "نحن"، الضحايا المقتولون، و"أنتم"، المتدينون الذين أُدرِج اسمي ضمنهم، القتَلة.
هالني أن القاتل تصرّف بدوافع دينية، بحسب إفادته، كان هذا تجسيداً درامياً للصعوبات التي تواجهها الديانة، التي شُكلت على مدى ألفَي عام من المنفى، في التعامل مع الظاهرة اليهودية الأهم في جيلنا: دولة إسرائيل. صُدمت كون قاتل الشرعية المتمثلة في رئيس الحكومة استمد شرعية فعلته البشعة من شركاء أيديولوجيين، بينهم أيضاً علمانيون يشاطرونه مواقفه القومية المتطرفة.
عقب الاغتيال، قررت أن أغيّر مجال تركيزي في العمل والبحث العلمي، من القانون التجاري والاقتصادي إلى القانون العام والديني، انطلاقاً من قناعة بأن ثمة خشية من فقدان استقلالنا الوطني مرةً أُخرى، على غرار ما حدث في خراب الهيكل، نتيجة اندلاع حرب أهلية. [1]
****
لا تتخيلوا
1. أن التغيير سيأتي من أعلى.
فقط
2. إذا هب شعب يحب الحياة
(بعد إقامته لدولة مزدهرة بعد آلاف السنين في الشتات)،
3. وخرج إلى الشوارع
4. فسيأتي التغيير.
فقط
1. خروج الملايين إلى الشوارع
2. واستبدال الحكم
هي التي
يمكن أن تنقذنا من التهديد الداخلي الوجودي
3. الذي نعيش فيه الآن.
"لا تتخيلوا" بقطع "التخييل"؛ و ساري العطب بالمخيلة.
و المفاد معدوم الدليل بساقط التعليل.
"فقط" بازدواجية الحصر؛
المجريات فيه تعدم البدائل المفتوحة على احتمالات غير مطروحة.
و "العول" معقود على رفع التهديد الجواني.
أما العشم المنشود؛ فدونه التهديد البراني.
و الحاصل بالنقص لن يتأسس؛
فتهافت "الوجود؛ لا يني يزكي زيف الموعود.
"لا يهم - و الحديث واصل بإسحاق بريك-
4. أي نظام حكم سيتم انتخابه
(يمين، وسط، يسار، أو حكومة طواريء وطنية)
من أجل
5. استبدال المجموعة الحالمة
6. التي تدير الدولة الآن.
لأن أي حكم ديمقراطي
سيكون أفضل منها".
"لا يهم"؛ و الحديث من نبي الغضب؛ رافع للبس التعارض دافعا بطرح نفي التناقض.
فالغاية تبرر الوسيلة. كاشفة علة سقم المسار المسياني،
و عقم الذات الخلاصية، التي لا تتكشف طبيعتها الحقيقة إلا عندما تتشظى.
"حكم ديموقراطي" لا يني يبطن صداما قارا بين الحاخامات و سيادة كيان مسخ.
و "الأفضل" دوما لجوهر المقاومة الفلسطينية الأبية؛ استئصال زيف عرض الصهيونية.[2]
---------
[1]يديديا شتيرن - الخطر ما زال ماثلاً- يديعوت أحرونوت- 3نوفمبر 2025
https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/38076
[2] ولّد اتفاق أوسلو صداماً بين بعض الحاخامات وبين السلطة السيادية، ولا يزال ماثلاً في الذاكرة، وبشكل سلبي، خروج المئات من الحاخامات ضد اتفاق أوسلو، تحت شعار "رأي التوراة"، الذي اعتبروه مُلزماً، بصفته حكماً شرعياً. وعلى الرغم من أن اغتيال رابين أدى إلى قدر من الوعي بخطورة مزج الشريعة الدينية بالسياسة، فإنه من الواضح عدم تطوُّر منظومة فكرية دينية جادة تعالج معنى السيادة. وهكذا، تصف الحاخامية الصهيونية - الدينية المحاكم الرسمية بأنها "محاكم للأغيار"، فتقوّض شرعيتها، بينما تصف الحاخامية الحريدية الجيش الإسرائيلي بأنه "مكان لا يجب العودة إليه." هذه مظاهر لعدم الاستيعاب الديني للدولة.
كان هناك أيضاً دافع سياسي لاغتيال رابين: دفع اليمين إلى الزاوية، وادّعى بعض قادته المتطرفين، ومنهم علمانيون، أن العمليات التي أفضت إلى اتفاق أوسلو تفتقر إلى الشرعية، وبذلك "أباحوا"، ضمناً، اللجوء إلى العنف. أمّا اليوم، فالوضع أشد خطورة: التطورات الاجتماعية (الأزمة الديمقراطية المستمرة التي تعمّق الفجوة بين الفئات)؛ والإعلامية (سهولة التحريض والكذب في خضم فوضى وسائل التواصل الاجتماعي)؛ والجيوسياسية ( السابع من تشرين الأول/أكتوبر)، أمور كلها ترفع حرارة الحياة العامة في إسرائيل، وتزيد في احتمال الانزلاق إلى عنف حاضر في اليوميات. لقد بلغ مستوى الثقة العامة بمؤسسات الدولة، جميعها، أدنى مستوياته التاريخية.
المصدر السابق.يديديا شتيرن - الخطر ما زال ماثلاً- يديعوت أحرونوت- 3نوفمبر 2025
h
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |