هياج حكام الغرب !

خليل قانصوه
2025 / 11 / 4


لو وضع أحدنا خريطة العالم أمامه لبدا له أن الحرب التي اندلعت قبل اكثر من عامين ، انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية تبعا لمحورين ، الأول باتجاه روسيا عبر أوروبا و بحر الشمال و بحر البلطيق و الثاني يمر عبر البحر الأبيض المتوسط و دول شمال إفريقيا و بلاد الشام و العراق و أيران و أفغانستان وطاجكستان و باكستان فالصين. هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن اللافت للنظر هو ان الولايات المتحدة الأميركية وجميع حلفائها المشاركين و التابعين ، يواجهون في بلدانهم أوضاعا سيئة ، اقتصاديا واجتماعيا ، ينبني عليه أنه على الأرجح أن تكون الغاية من هذه الحرب هي معالجة أزمات المبادرين إليها على حساب شعوب و أقوام أخرى .
من الطبيعي أن لا نقف متفرجين على ما يجري لا سيما أن ما ظهر من نتائج و ما تكشف من نوايا مضمرة ، يرتجع أمامنا الحربين العالميتين ، الاوروبيتين ، الأولى و الثانية .
من البديهي بهذا الصدد اننا لا نقدم هنا بحثا موسعا في هذا الموضوع ، و أن نكتفي بإجابات مبدئية على تساؤلات منطقية تلح في الراهن ، من و جهة نظرنا ، على كل إنسان يرفض التمييز العنصري و لا يرضى بالانتقاص من حقوق الإنسان الآخر .
الرأي عندنا أن أهداف الحرب على المحور الشمالي باتجاه روسيا ، لا تختلف جوهريا عن تلك التي حاول الحكم النازي في المانيا ، بلوغها في الحرب العالمية الثانية لمعالجة الأزمات التي تسببت بها الدول الأوروبية المنافسة لألمانيا (نتيجة العقوبات التي فرضت على المانيا ، في مؤتمر فرساي في حزيران . يونيو 1919، بناء على إقرارها بالهزيمة ). فاشتمل العلاج آنذاك كما هو معلوم ، على شقين ،
الشق الأول :
1 1 كسر شوكة الدول المنافسة ، خاصة فرنسا و إنكلترا .
1ـ 2 التوسع شرقا في أوروبا ،على حساب الشعوب السلافية تحت ادعاء أنها تستوطن أقطارا هي جرمانية ( المانية ) الأصل ، و أن استعادتها واستغلال ثرواتها سيوفر الشروط اللازمة والضرورية لإظهار العبقرية الجرمانية في المجالات الاقتصادية و العسكرية .
1ـ3 التخلص من الأجناس البشرية التي وصموها بالرديئة و المتطفلة مثل اليهود و الغجر ، بالإضافة إلى " إعدام " ذوي العاهات العقلية و الجسدية ، لئلا تلوث العنصر الجرماني .
الشق الثاني :
2ـ1 : السيطرة على روسيا و تقسيمها واقتطاع اقاليمها الأوروبية و استغلال ثرواتها .
2ـ 2 : إفشال التجربة الشيوعية فيها ، فلا تكون مثالا يحتذى به في الدول الأوروبية .
ليس مستبعدا استنادا عليه ، ان تكون " الحمى الاستعمارية " عاودت من جديد نظام الحكم في الولايات المتحدة الأميركية و في مجموعة الدول الأوروبية ، و هذه توفر عادة كما هو معروف ، الظروف الملائمة لانتهاج سياسات عنصرية ضد " الغرباء " في مجتمعاتها ، و ضد بلدان الشعوب الفقيرة المتهمة بتصدير " الإرهاب و المخدرات و غيرها من الموبقات " محاكاة لمثل الذئب الذي أتهم الحمل بتعكير الماء !
لا شك في ان الطريق الموصل إلى روسيا ، كان الأقصر لكن يبدو أن الحرب الأكرانية تبدو صعبة جدا و لم تنهار روسيا كما كان متوقعا ، على عكس المسافة المتبقية قبل الاصطدام بالصين ، بالرغم من سهولة تقدم الجيوش التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في ساحات جرى تمهيدها بواسطة " الحروب الإسرائيلية ـ الأميركية " من " اجل استعادة الوطن القومي للشعب اليهودي " و أيضا بواسطة " ثورات الربيع العربي" من " اجل الديمقراطية ، بمساعدة الدول الخليجية و مرتزقة الوكالات الأمنية ، تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية .


حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي