|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 10 / 15
نحن من بين الذين يعتقدون بأنه كان للتظاهرات و الفعاليات الشعبية الكبيرة و الدورية في المدن الغربية على مدى سنتي حرب الإبادة على قطاع غزة بشكل رئيسي ، بالإضافة إلى محاولات ناشطين متكررة ، كانت غالبية المشاركين فيها من بلدان الغرب ، لكسر الحصار على قطاع غزة ، برا عبر الحدود مع مصر وبحرا من شواطئ البحر المتوسط ، دور مؤثر في افتضاح طبيعة العدوان الدولي الغربي على الفلسطينيين ، في قطاع غزة و الضفة الغربية ، تحت شعارين أطلقهما الرئيس الأميركي أولهما " مساحة إسرائيل محدودة لا بد من توسيعها " و الثاني " سيصير قطاع غزة مستقبلا ريفييرا ".يعكسان ذلك في الواقع ، التناقض بين الشعب في البلاد الغربية من جهة و بين السلطة التي تشارك في الإبادة ، بالرغم من العلاقة التي تربط الطرفين ، المحكومة بالعملية الديمقراطية التي تتجدد في أوقات محددة ، غير قابلة للتمديد .
من نافلة القول أن الديمقراطية لا تختصر في صندوق الاقتراع ، لكن من البديهي أننا لسنا هنا بصدد البحث في هذه المسألة ، فما نود الإشارة إليه هو أنه بدا لنا أن التناقض كان مكتوما ، بين الشعب في البلدان العربية عموما و بين نظيره في الغرب من ناحية ، في حين أنه كان مخفيا أو معدوما بين نظم الحكم في بلدان العرب والحكومات الغربية من ناحية أخرى !
لا شك في أن النظر إلى هذا الفارق يأخذنا إلى مقارنة أولية و جزئية حكما ، بين الدولة في الغرب من جهة وفي المشرق من جهة ثانية ، على ضوء الاستعمار الاستيطاني الغربي الإسرائيلي ، في فلسطين ، و انطلاقا منها إلى مدى أوسع ، من خلال الأدوار التي يؤديها الحكم و الشعب في هذا الجانب أو ذاك !
من البديهي أن لائحة الدول التي شاركت في 13. أكتوبر 2025 ، في اجتماع شرم الشيخ توحي بأنه كان " اجتماع عمل " ضم مدعوين للمساهمة في مشروع "الريفييرا " المقترح من الرئيس الأميركي في قطاع غزة . نكتفي هنا بهذه الإشارة السريعة ، كون الموضوع يبدو شديد التعقيد و متشعب الأبعاد ، فلا يتسع له هذا الفصل .
بالعودة إلى " انتفاضة " الشعوب الغربية ، ضد حرب الإبادة التي تعرض لها سكان قطاع غزة ، نقول أن هذه الحرب ارتجعت أمام الذاكرة الأوروبية حقب تاريخية مؤلمة تكبدت خلالها مباشرة ، خسائر فادحة ، بشرية و عمرانية ، نتيجة و قوع سلطة الحكم في بلدانها بين أيدي الفاشيين في إيطاليا .( 1922 ، 1943 ) و الحزب النازي في ألمانيا (1933 ـ 1945 ) ، و مرد ذلك من و جهة نظرنا يرجع إلى فظاعة الإبادة في قطاع غزة ( 250000 قتيل ، نسبة المدنيين منهم 85 % بحسب مصادر إسرائيلية ) التي تحاكي الفظائع التي كانت تقع في عهد الفاشيين و النازيين ، ناهيك من أن ما يجري في فلسطين هو مرئي و قريب و أن سلطات الحكم في الغرب هي شريكة في الجريمة!
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |