حزب الولايات المتحدة الأميركية !

خليل قانصوه
2025 / 9 / 30


تتفاقم الأوضاع في لبنان عند كل صغيرة او كبيرة تعترض العلاقة المتوترة بين افرقاء أعداء يحتلون المسرح السياسي ، حيث يلعبون أدوارا املاها في أغلب الظن ، على بعضهم ، قولا و فعلا ، مبعوثو الولايات المتحدة الأميركية الذين يأتون على الأرجح إلى بيروت بين الفينة و الفينة ، للتلقين و التدريب .
كيف لا يخطر بالبال مثل هذه التساؤلات و الظنون ، في خضم اضطرابات وحروب داخلية ما تزال أهدافها غامضة رغم مرور ما يناهز نصف قرن على اندلاعها تحت مسميات مثل الثورة و التحرير و "الدعوة " و " الهداية " ، نستطيع القول اليوم دون حرج ، أنها مغشوشة ؟ !
كيف لا نتساءل حيال كل سجال ، كل استنفار بين طرفي نزاع ، بالمطلق ، عن أيهما مدفوع ، معبأ ، من الولايات المتحدة الأميركية أو من أعوانها ؟ لماذا نغض الطرف عن الجرائم التي ارتكبت على سبيل المثال و ليس الحصر ، في العراق و سورية و ليبيا و السودان و فلسطين ؟ فنهادن عملاءها ونعترف يحقهم في التعبير و في المبادرة إلى حراك لفرض سلوك نهج معين في الحكم ، علما أننا على يقين من أنهم يوظفون طاقات مادية و إعلامية ، و ضعتها في تصرفهم جهات أجنبية ؟
يحق لنا إذن أن نتساءل عن دلالات مهادنة العملاء و عدم الاعتراض ضد أنشطتهم في المجال العام ، لا سيما أنهم يحوزون على إمكانيات من مصادر خارجية كافية لنزع الصفة الوطنية عن المنافسة غير المتكافئة معهم هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن ذلك يبرر اعتبار المتعاونين مع الولايات المتحدة الأميركية أعداء ، في البلاد التي تلحق بها هذه الأخيرة القتل و الدمار ‍.
استنادا عليه ، فإنه لا يجوز أن يتأثر التفاعل السياسي بين الأحزاب و المنظمات السياسية الوطنية ، بعوامل و ضغوط خارجية ، و إلا انتفت " الصفة الوطنية " و أدخلت البلاد في خانة " التبعية و الاحتلال " نتيجة " لخيانة " العملاء من أبنائها .
نكتفي بالإشارة إلى هذه العناوين ، فإن الرسائل تقرأ أحيانا من " عناوينها " . أو بكلام أكثر صراحة و وضوحا ، من المستحيل أن يبني العملاء " دولة وطنية"، أو أن تقوم " دولة وطنية " دون وطنيين .
يحسن التذكير في هذا السياق بان الولايات المتحدة الأميركية لعبت دورا أساسيا في إشعال الحرب في أوكرانيا ، منذ 24 .شباط .فبراير .2022 ، لاستنزاف الدول الأوروبية و روسيا معا ، و أن هيئة تحرير الشام ارسلت مرتزقة إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب عملائها .
كما أنه من المناسب أيضا أن نعترف بأن " القيادة الوطنية " تنساق أحيانا إلى اغتيال "المعارض الوطني " إبعادا لمنافس لها ، في حين أن " المعارض الأميركي " يحظى عادة " بحصانة " قوية ، لا تخترقها و تنتهكها في أغلب الأحيان إلا الولايات المتحدة الأميركية نفسها .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي