|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 9 / 28
كأن القضية الفلسطينية أعيدت إلى المربع الأول عندما أخذت لجان التحقيق تتلاحق إلى فلسطين بحثا عن حلول أمام العقبات التي تعترض المشروع الاستعماري الاستيطاني البريطاني ، التي مثلت أشدها الانتفاضة الفلسطينية وإعلان الإضراب العام في سنة 1936 . حيث أن بعض هذه اللجان اقترح " تقسيم فلسطين " (لجنة بيل سنة 1937 ) ، و أخرى ( الكتاب الأبيض 17.05.1939 ) اوصت بانتهاج سياسة إعدادية على مدى عشر سنوات ، وصولا إلى دولة فلسطينية ذات أقلية يهودية، ثم تدخلت عند انتهاء الحرب العالمية الثانية ( 1.05.1946 ) ، لجنة أميركية ـ إنكليزية ، اشارت بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية ، قبل أن تأخذ دولة الانتداب ملف فلسطين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة فأوكلت هذه الأخيرة دراسته إلى لجنة شكلتها من أعضائها اوصت بالأكثرية ( 31.08.1948 ) بتقسيم فلسطين إلى دولتين " يربط بينهما اتحاد اقتصادي " .
لكن الأمل بإقامة دولة فلسطينية ،بقي معلقا إذا جاز القول ، حتى تاريخ توقيع اتفاقية أوسلو في حديقة البيت الأبيض الأميركي (13.09.1993) ، ثم ما لبث أن تبدد بوفاة ياسر عرفات ( 11.11.2004)، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، مسموما بواسطة ( ال بولونيوم ـ 210 ) ، وتجزأت فلسطين إلى ثلاثة أجزاء : دولة يهودية في أرض 1948 ، و دولة فلسطينية تحت الاحتلال في الضفة الغربية ، و إلى غيتو او قدر فوق نار حامية ، في قطاع غزة !
لا شك في أن إسرائيل ، أي الدولة اليهودية التي تكونت نتيجة حربين ، في سنتي ، 1948 و 1967 ، دخلت في مرحلة تحول جديدة دشنت في 19 .07.2018 بقانون أساسي أقره البرلمان يعلن | " أن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي " . و المعلوم بهذه الصدد أن المقصود هنا ، بحسب مفهوم الحركة الصهيونية للدور الجيو سياسي المرتجى " لإسرائيل " ، احتلال بقعة تتعدى مساحة فلسطين تغطي مدى غير محدود بدقة ،يسمى " إسرائيل الكبرى " .
نقتضب فنقول أننا في الراهن حيال حركة توسعية نشطة على المستويين الجغرافي و الديمغرافي في سياق سيرورة هادفة إلى تطبيق مشروع استعماري استيطاني يستعير جميع عناصر المشروع النازي في المانية في سنوات 1930 الذي جلب الكوارث على أوروبا و على العالم :
ـ التمييز العنصري بين الناس عن طريق الخلط بين المعتقد الديني و الانتماء العرقي ، و تبرير التطهير العنصري إنقاصا لعدد السكان الأصليين ، بواسطة التصفية الجسدية أو الترحيل ، بحيث لا يبقى منهم إلا من يحتاجهم " الشعب المختار " لخدمته ، في حقوله و مصانعه !
ـ " استعادة المدى الحيوي " جغرافيا ، استنادا إلى " سرديات " القدماء من أباء الشعب المختار!
لا مفر من أن نعترف في الختام ، بان القائمين على هذا المشروع ، ليسوا سوى نفر من اتباع الديانة اليهودية ، نصفهم من اليهود سكان الأقطار العربية سابقا ، تحالفوا و تعاونوا مع الدول الغربية الاستعمارية ، المسؤولة الحقيقية و عرابة هذا المشروع الفعلية . في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا .
لذا نعتبر أن أقدام بعد الدول الأوروبية ، على الاعتراف بدولة " فلسطينية " بينما تتواصل منذ عامين في قطاع غزة و الضفة الغربية و جنوب لبنان و سورية ، عملية إبادة جماعية و تدمير شاملة، هو في أغلب الظن ، عملية خداع ثانية ، بعد خدعة اتفاقيات أوسلو، الغاية منها ، التبرؤ من المسؤولية عن الجريمة ، بعد أنجاز المشروع الجهنمي الإجرامي !
الرأي عندنا أنه لا يوجد حل ، انساني ، لهذه القضية ، إلا بعد الامتناع عن استعارة النظريات القومية و العنصرية ، و احترام حقوق الإنسان كاملة و في مقدمها المساواة بين الأفراد . ينبني عليه أن المطلوب في فلسطين هو أن تقوم على ارضها دولة واحدة ، لا دولتان ، يتساوى في ظلها جميع السكان ، دون تمييز بينهم على أساس الدين أو الأصل الإثني أو الفكر .
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |