بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية والشاعر الناقد عادل جوده

فاطمة الفلاحي
2025 / 9 / 13

بلا ولا شيء !
……………….

لا شيئيات

………………


بلحظة صفاء ~

يجلجل عطرك،

في دمي!





بلحظة غضب ~

مني، أعلن العصيان،

على ذاتي!





بلفتة نظر ~

يتلبسه الوهم،

وزيف الخيال!





بعفويه خالصة ~

انسابت ورقة التقويم،

بحظر تجواله!





دون تخطيط ~

كان الخطأ يتسابق كي،

يبارك فشلي!





بطرفة عين ~

وأخفيت عني الطلول،

تلفت القلب!





بسرعة فائقة ~

حرر لي مساحة مخصوصة،

لرسالة واحدة!





دون إنذار ~

لم أعد أهتم لمخالفة انتهاك،

أحكام العشيرة!





منقطع النظير ~

الأماكن تفتقد روحك،

أنت الشارد منها!





لحظة كتابة ~

من شهوة الحزن تنفجر،

القصيدة مرهفة!

---


بلا ولا شيء بضيافة الأديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية والشاعر الناقد عادل جوده

قراءة وارفة في “لا شيئيات” لفاطمة الفلاحي
بقلم: رانية مرجية


مدخل: حين يتكلم اللاشيء
في النص الشعري “لا شيئيات”، تفتح لنا فاطمة الفلاحي نافذة على عوالم تبدو في ظاهرها هامشية أو عابرة، لكنها في جوهرها لبّ التجربة الإنسانية. النص لا يتعامل مع “اللاشيء” كفراغٍ، بل كحضورٍ يفرض نفسه في لحظة صفاء، في انفعال غضب، في ومضة عين، وفي انكسار الحزن. وهكذا يتحول اللاشيء إلى كائنٍ حي، يتسلل في تفاصيلنا ويعيد تشكيل وعينا.


اللاشيء: امتلاء لا فراغ
ليس اللاشيء عند الفلاحي غيابًا، بل هو كثافة متجسدة في كل تلك “اللحظات” التي تصوغ الحياة. العطر الذي يجلجل في الدم ليس رائحة عابرة، بل استعارة لامتلاء الروح. والغضب الذي يُعلن العصيان على الذات ليس انفعالًا عابرًا، بل تمردًا داخليًا يهدم ما كان مستقراً ليُعيد بناء الوجود من جديد.


الزمن المتشظي: من لحظة إلى أخرى
البنية الزمنية في النص تقوم على التقطيع: “بلحظة صفاء”، “بلحظة غضب”، “بلفتة نظر”، “بطرفة عين”. كأننا أمام لوحة فسيفسائية يتشكل جمالها من شظايا صغيرة. هذا التقطيع يعكس وعياً معاصرًا بالزمن؛ لم نعد نعيش زمناً ممتداً متصلاً، بل زمنًا مُجزّأً، تُحدد معناه اللحظة العابرة لا الامتداد الطويل.



صراع الداخل والخارج
النص مشبع بتوتر بين الذات والآخر، بين الداخل والخارج، بين الفرد والجماعة.
• الذات تعلن العصيان على ذاتها.
• الوهم يتلبس النظرة.
• الخطأ يتسابق ليبارك الفشل.
• أحكام العشيرة تُخالف بلا اكتراث.
في كل ذلك، اللاشيء يعمل كقوة متمردة، تقلب الموازين وتمنح الذات حرية المواجهة.


الحزن يولّد القصيدة
تبلغ التجربة ذروتها في لحظة الكتابة:
“من شهوة الحزن تنفجر القصيدة مرهفة.”
هنا نكتشف أن اللاشيء ليس نهايةً في الفراغ، بل بداية في الامتلاء. الحزن، بكل ثقله، يتحول إلى طاقة خلاقة، والقصيدة تصبح الممر الوحيد الذي ينقذ الإنسان من الانهيار. إنها ولادة من رماد، حضور ينبثق من غياب.



أثر النص: أدب الومضة وبلاغة الغياب
“لا شيئيات” ليست مجرد نص قصير يتداعى في لحظات، بل هو مشروع جمالي يندرج ضمن ما يُسمى بـ”أدب الومضة”؛ نصوص قصيرة لكنها مشحونة بطاقة تأملية هائلة. بلاغة النص تكمن في القدرة على تحويل الغياب إلى حضور، واللاشيء إلى مكتبة أسئلة، واللحظة العابرة إلى مرآة للوجود.



خاتمة: درس في فلسفة اليومي
لقد منحتنا فاطمة الفلاحي نصاً يذكّرنا بأن الشعر ليس ترفاً جمالياً، بل هو وسيلة لمساءلة الذات والعالم. “لا شيئيات” تقول لنا ببساطة: في تفاصيل صغيرة قد نكتشف معنى الحياة بأكملها.
وهذا بالضبط ما يجعل النص وارداً على القلب كالمطر: قليلٌ في حجمه، غزيرٌ في أثره

-----

بلا ولا شيء بضيافة الشاعر الناقد عادل جوده

قصيدة الشاعرة فاطمة الفلاحي تنبض بعفوية مدهشة
فهي تبني من اللحظة العابرة نصًا مشبعًا بالحياة والانفعال.
كل مقطع يلتقط ومضة وجودية
بين صفاء وغضب بين وهم وصدق
بين خسارة وشهوة كتابة.
إنَّ التكرار الزمني "بلحظة، بلفتة، بعفوية، دون تخطيط..." يمنح النص إيقاعًا متصاعدًا
كأنّها محطات في قطار شعوري سريع.
القصيدة تعكس روحًا قلقة لا تستكين لكنها قادرة على تحويل ارتجافاتها إلى شعر مرهف. فالمفارقات الحادة بين الخطأ والبركة الوهم والخيال الغياب والحضور تكشف عن شاعرية عميقة ووعي بالزمن والذات.
إنها كتابة مؤثرة تشبه مرآة تتكسر لتعكس وجوهًا متعددة من التجربة الإنسانية في صدقها وانكسارها وتمرّدها.
تحياتي واحترامي

#هايكو_عراقي
#فاطمة_الفلاحي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي