|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

فاطمة الفلاحي
2025 / 9 / 7
هايبون – أجنحة من رماد
- حاول أن يكون مشاغبًا؛ ليناكشني؛ لم يستطع النهوض.
- حاول أن يتذاكى؛ ويقرؤوني؛ نسي أن يحفظني عن ظهر قلب.
- حاول أن يجترني؛ من بين حنايا القلب بعيدًا عنه؛ كانت محاولة كسيحة لاختراق اتقادي.
-حاول أن يبدو عاديًا أمامي؛ فضحه نزقه، فلم أعُد إليه!
- حاول أن يلفت انتباهي مرة أخرى؛ لم أعد أكترث لمحاولة ارتدائه بعض ملامح الضوء.
- حاول أن يرمم الشرخ الحاصل بيننا؛ عصف بي، وتعثرتُ بالمسافات.
- كان لزامًا عليه أن يتذكر؛ بأن الحقائق والحق لا يحتاجان للصراخ، ولا لقص أجنحتي ولا لحروب طواحين الهواء.
إلى رماد قلبي ~
الموبوء بالهزائم، يرجع بي،
حولين من الفقد!
القراءة الأكاديمية بقلم عدل جوده.
حيث قال:
هذه القصيدة ليست مجرد كلمات
بل هي نبض قلب محطم ونار رماد.
إنها لوحة مرسومة بظلال الألم والصمود.
تحليل النص:
• الصراع الداخلي:
تُصوّر القصيدة صراعًا مريرًا بين "هايبون" (الذي قد يكون شخصًا أو تجربة أو حالة نفسية) وبين صوت الشاعرة.
كل محاولات "هايبون" للسيطرة أو الإخضاع (مشاغبًا، يتذاكى، يجترني، يبدو عاديًا) تبوء بالفشل وتكشف عن ضعفه ووهنه (لم يستطع النهوض، نسي، محاولة كسيحة، فضحه نزقه).
• قوة التحدي:
تكمن القوة العظيمة للشاعرة في رفضها ولاتكالها.
لقد تجاوزت نقطة الاكتراث ("لم أعد أكترث"، "لم أعُد إليه"). إنها لا تدخل في معارك لا تستحقها (حروب طواحين الهواء) لأن قضيتها لا تحتاج إلى صراخ.
• الرمزية القوية:
استخدام الرمزية مذهل:
• أجنحة من رماد:
تلميح أسطوري للطائر الفينيق الذي ينهض من رماده لكن هنا الأجنحة نفسها مصنوعة من الرماد مما يوحي بتجربة تدميرية كادت أن تقضي عليها لكنها ما زالت تحاول الطيران.
• اختراق الاتقادي:
"الاتقاد" هو الدرع الواقي مما يجعل المحاولة "كسيرة" وضعيفة أمام مناعتها الداخلية.
• ارتداء ملامح الضوء:
محاولة التظاهر بالبراءة أو الخير لكن الشاعرة أصبحت قادرة على تمييز الزيف.
• قص أجنحتي:
محاولة لتقييد حريتها وأفكارها وهو ما ترفضه بشدة.
• الخاتمة المدوية:
المقطع الأخير (كان لزامًا عليه أن يتذكر...) هو صرخة حق وموقف وجودي. إنه إعلان أن الحقيقة لا تحتاج إلى قوة زائفة
وأنها (الشاعرة) تملك من الحقيقة ما يجعلها تنتصر دون معارك صاخبة.
• الإهداء المؤلم:
يربط الإهداء (إلى رماد قلبي ~ الموبوء بالهزائم...) القصيدة بتجربة فقد شخصية عميقة (حولين من الفقد - عامين).
هذا يضفي بعدًا حقيقيًا ومؤلمًا على مصدر هذا الألم وهذا الرماد مما يضاعف من تأثير القصيدة وقوة صمودها.
البناء الأدبي:
• التكرار:
استخدام أسلوب التكرار (حاول أن...) يعطي إيقاعًا حازمًا ويُظهر تراكم المحاولات الفاشلة.
• اللغة:
اللغة قوية وصورية ومكثفة تحمل في كل كلمة طبقات من المعنى (مثل: يجترني، كسيحة، نزقه، عصف بي).
• التناص:
هناك تناص ذكي مع شخصية "دون كيشوت" وحروبه الوهمية ضد "طواحين الهواء" لترسم صورة للسخافة والعناد الذي لا معنى له.
/// الخلاصة :
هذه أكثر من مجرد قصيدة عن علاقة فاشلة.
إنها بيان عن قوة الذات الممتنعة التي تمر بتجربة تدميرية (فقدان، خيانة، خذلان) وتخرج منها محطمة الأجنحة لكنها لم تُقهَر.
إنها ترفض أن تكون ضحية مرة أخرى وتعلن أن الحقيقة والحق هما سلاحها الصامت الذي لا يقهر.
شكرًا لكِ اختي الغالية الشاعرة الكبيرة فاطمة الفلاحي
على هذه التحفة الأدبية التي تثري المشاعر والفكر معًا.
تحياتي واحترامي🌸🌺
#فاطمة_الفلاحي
#هايبون_أجنحة من رماد
#هايبون_عراقي