|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

عدنان سلمان النصيري
2025 / 9 / 6
يعتقد المسلمون بمختلف أطيافهم ومذاهبهم أنهم في مثل هذه الأيام يحيون ذكرى يوم عظيم، هو يوم ولادة خير البرية وخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (ص) . غير أن هذا الاعتقاد يصطدم بإشكالات تاريخية دقيقة، إذ لم يُجمع العلماء على تاريخ محدد لمولده، وظل موضع خلاف بين الثاني عشر والسابع عشر من ربيع الأول، فضلًا عن أن التاريخ الهجري نفسه لم يُحتسب ابتداءً من مولده، مما جعل الأمر موضع التباس منذ البدايات.
أما أول احتفال رسمي بالمولد النبوي، فقد ظهر في العصر الفاطمي، وتحديدًا في عهد الخليفة المعز لدين الله في منتصف القرن الرابع الهجري. وكان الهدف منه كسب الودّ الشعبي عبر مناسبات دينية تتسم بالفرح، تتخللها توزيع الحلوى والصدقات، وإلقاء الخطب في قصر الخليفة، إلى جانب الاحتفال بميلاد بقية أهل البيت. ثم انتقلت هذه العادة إلى الدول الأيوبية والمملوكية والعثمانية، لتصبح تقليدًا دينيًا واجتماعيًا وثقافيًا، ارتبط بالإنشاد والذكر وتزيين الشوارع وانتشار "حلوى المولد".
ويرى فريق من العلماء أن هذه الممارسات بدعة، إذ لم يثبت عن النبي (ص) ولا عن صحابته الكرام ولا عن التابعين أنهم احتفلوا بيوم مولده. ويُرجع بعض الباحثين تنامي هذا التقليد إلى دوافع التسييس الديني، إذ استُخدم لاستثارة المشاعر الدينية في أزمنة الأزمات، وغُلف بقدسية إضافية بالمقارنة مع احتفالات المسيحيين بعيد ميلاد المسيح، حتى غدا طقسًا شعبيًا راسخًا يختلط فيه حب النبي بالموروث الثقافي والدعاية السياسية!
الكاتب/ عدنان النصيري / السويد
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |