(مَرْثِيةُ آيْلان – كُورانُ الرَّمادِ)

سعد محمد مهدي غلام
2025 / 9 / 4

تقدمة
1
آيْلانُ، يا وَجْهَ الطُّفولَةِ غارِقًا
في مَوْجِ بَحْرٍ هاجَ فاشتدَّتْ يَداهْ
ضاعَ الغُرُوبُ على مَرافئِ صَفْحةٍ
فَتَبخْترَتْ أَحْزانُهُ وتَهادتْ آهْ
2
كُورانُ، يا رَمْزَ الرَّمادِ إذا سَرى
في كاوَه الثَّوّارِ يُشْعِلُ قَلْبهُ نَارْ
يَنْفُثْ هَواجِرَهُ فَتَنْبُجِسُ الجِبالُ
صَوْتًا يُنادي: لا خُضُوعَ، ولا انْكِسارْ
3
مَرْثيّةٌ، ما بَيْنَ بُكْرةِ طِفْلِنا
ورمادِ كاوَه، ثائِرًا، يَسْمو الفِداءْ
يَصعدْ نَشيدُكَ، يا بَحارُ، فَإنَّما
في كُلِّ قَطْرةِ دَمْعِنا وَعْدُ البَقاءْ

المتن

آيْلانُ ضاعَ!
أَلجِمْ صَمْتكَ، في العَلْقمِ
حَنظَلْ يَشُقُّ نَبْضنا
ويُريقُ سُلافَ أُجاجِهِ
نَهْدُ الشَّمْسِ في العُرْيِ انْكَشَفْ
والبَاطونُ سالَ على اللِّحاءِ
قشْرُ السِّمّاقِ قِناعُ نَوْرسٍ
يبكي السَّماءَ بِظِلِّهِ
يا كِيرَ كاوَهْ… اِنفُثْ رمادَكَ
اِنفُثْ رمادَكَ
اِنفُثْ رمادَكَ
لنَخْصِفِ المِفْرشَ المُهْملَ
والشاطئُ طَأطأَ لَحْظهُ
ورأى بأَحْضانِ الإلهِ إِسْتِيرْ"
جَيْبُهُ تَهرَّأَ لا يَحْتمِلُ
آيْلانَ فوقَ يَديْهِ… والثُّريَّا
غاصَتْ لتَسْدِلَ أَجْفُناً للبحْرِ
يَنْتحِبُ البحْرُ المُرَجْرجُ دَمْعهُ
وَتَبِيضُّ عَيْناهُ العَجافُ
جَكرْ خُوَيْنْ، وأَنْتَ تُجاذِبُ الكلِماتِ
تُشْعِلُ كورانَ الحُرُوفِ
خِلْسةً تَسلَّلَ الموْتُ
زَأمَ الوُجودَ، وسلَاهُ بِالنَّفسِ
لَنْ تَمنحكُمُ الزُّهورُ قُبولَها
فالعَطنُ أزْكمَ أنفَ كُلِّ فُصولِنا
يَبِستْ حَدائِقُنا، تَبخَّرَ طَلُّنا
مَشْدُوخَةً وَجَناتُ حَيائِنا
بالجَماجِمِ امْتَلأَتْ كُؤوسُ نُوقِنا
وانتفَختْ أوداجُها بالحليبِ
دَعْ قَلْبَكَ المَذْبوحَ يَذْرِفُ دَمْعهُ
عَساهُ يَغْسِلُ رِجْسَ هذي السَّماءْ
ابعَثْ وساداتِ التُّرابِ مُثَقَّلهْ
مَع جَوانِحِ رَجْفةٍ مَخْنوقَهْ
عَبرَ النَّوافِذِ ذاتِ زُجٍّ أسْوَدٍ
لا أَحْمرٍ فيها، ولا أَبْيضَ، لا شُذريٌّ
لا لازُورْديٌّ مُزَخْرفْ
تَصْفعُهُ الآهاتُ مِنْ شَفتيْهِ
ويَتشظَّى نَوْرسٌ يَرْجُمُ شَفقْ
بِصَلْصالِ طُبولٍ قُرِعتْ
ورَعْشةِ ريحٍ عاهِرهْ
تَهْذي بِطَلْسمِ رُقْيةٍ
ولَمْ تَزلْ تَذْرِفُ نَحيبَ النَّجيعْ
تَعالَ… تَعالَ…
اِرْتدِ حَشْرجةَ كورانْ
وانتَعِلْ عِقالَ سَماسِرهْ
اِحْتَسُوا قَتارَ أَجْسادِنا
مِنْ فَوْرِها، فاضَتْ بِها التَّنُّوراتْ
وَنَحْنُ غَرْقَى في صَحارَى، في جِبالٍ
بِقَهْوةِ وُجُومِنا المَقْنُوعهْ
لا حِسَّ فيها للمُقَدودِ مِنْ رَمْلٍ وصَوّانْ
يَعْتمِرُ شَمّاخاً مَلْفوفاً ومُسَدَّاً
آيْلانُ! لَمْ يَحِنِ المَوْعِدُ بَعْدُ!
آيْلانُ! لَمْ يَحِنِ المَوْعِدُ بَعْدُ!
آيْلانُ! سَنَدي، بَلْ جاءَكَ
قَارِبُ مَطَّاطٍ، وَرَضاعَةٌ، وَإِصْبعُ شُوكُولا
قُمْ، فَليْسَ وَقْتَ نَوْمِكَ
لَمْ يَحِنِ الأوانُ بَعْدُ

كودا
آيْلانُ، يا طِفْلَ الرَّمادِ، صَلاتُنا
دمعٌ يُنقِّطُ في مَسافَاتِ الفَناءْ
لكنَّ في كَوْرانَ، نارًا لا تَخِبْ
تَبقى تُنادِي: لَنْ نَمُوتَ بلا بَقاءْ

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي