هايبون عربي بملامح يوتوبيا وجدانية، بعنوان - بساط الريح – بضيافة الأستاذة الناقدة رانية مرجية وجدانيًا وأكاديميًا

فاطمة الفلاحي
2025 / 9 / 3

هايبون عربي بملامح يوتوبيا وجدانية، بعنوان
- بساط الريح –

تانكا " تحليق "
لم أهو التحليق
كانت أجنحتك الذهبية،
أشبه بالريح!

الـتي أعتقلتني من جسر الشوق إلى آخر.
فرفقًا بي.


——
جوجيوهكا" لوحة "
اترك ألوانك في محبرة الماضي،
ودع اللوحة تستيقظ من فكرتها،
وأنت تمشّط أعواد القمح،
بأحلام نصف مراهقة،
تخرج من زيت الأقدار.


——
جوجيوهكا
" بين الألوان "
الألوان التي تختلف باختلاف،
مقاييس الرطوبة في كتب التاريخ،
تحتاج إلى مجففات عقلية،
تعيد تنشيف لوثة السطور،
وما دونته العرب قبل نومتها الأبدية.


——
جوجيوهكا
" بساط علاء الدين "
تبخر في تنبيهاتك،
وأنت تضع جمرة الكاف على نون فاترة،
فتهزك ريح المشيمة في نهارين،
لم ينسهما علاء الدين،
عجل الله خروجه من كتب الأزمة المالية.


——
" نور "
تصبح على نور ~
سقط منك سهوًا في،
ممرات الروح!


——
جوجيوهكا
" أسوار الدهشة "
لما تمارس سلطتك على القصيدة،
فتُقصي اللغة عند أبجدية مبعثرة...
تدخلني دوامة الدهشة. أو تعلم أني،
لا أجيد فن الكتابة عندما تقترنُ بك،
فأكتفي بصمتٍ أعمق!


——
جوجيوهكا
" تماثيل الذاكرة "
لبعض الفلاحين وربما محاربين أو موسيقين،
وأنت تلوح بعينيك على ناصية الذاكرة،
لعجوز تحتفظ بأناقتها وابتسامتها،
كانت تلقي عليك التحية،
بغنج قبل أن تغادرك.


——
"صداقة"
الحب يمضي على عجل ~
ليخبئ ألحانه من سكاكين،
سوق الصداقة!


——
"مياه سحرية"
من أين يأتي الغيم ~
إن داهمته الريح واندلقت عليه،
المياة السحرية!


——
جوجيوهكا
"حب أفلاطوني"
غريبة هي الزوايا والمحابر،


——
وحذاء افلاطون.
فقد اخترعوا شحنات عاطفية،
لا تفرق بين الحب وأشياء أخرى،
منذ ذلك الحين.


——
"تراتيل خفية"
تراتيل ~
تذوب في أطراف المساء،
بلا معنى!


——
"شاطئ المساء"
كم نهدة تهدهده ~
في شجن أغنية،
الريل وحمد!


——
"أجنحة لا تطير"
تبحث عن زوايا الحب ~
في رئة التمني،
كسرب متكامل!


——
"رغبة الحياة"
إنك كالحياة التي ~
تمر على المقابر فتعيد الحياة،
إلى البائسين!


——
"رحلات مؤجلة"
لا تزال السنونوات ~
يفترشن أحلامهن في رحلات،
الى البعيد!


——
"احتلال"
كل حب ~
وأخرى تحتل المحيط الأيمن،
من قلبك!


——
"رداء الزمن"
أيها المشمّر عن رداء قلبه ~
لا تبتعد عن مسيرة التصوف في،
هيكل الساحرات!


نقد أكاديمي لهايبون

" بساط الريح "

للمبدعة فاطمة الفلاحي



بقلم: رانية مرجية

المقدمة
يأتي نص "بساط الريح" لــفاطمة الفلاحي ضمن إطار تجربة تجريبية جمالية تسعى إلى إدخال تقاليد الهايبون الياباني إلى فضاء الثقافة العربية، عبر إعادة تشكيله بمنظور وجداني – فلسفي – نقدي. النص لا يكتفي باستعارة الشكل، بل يطوّع التانكا والجوجيوهكا والهايكو في خدمة رؤية شعرية خاصة، تؤسس لما يمكن اعتباره “هايبون عربي” قائم على التناص الثقافي والتجريب الجمالي.

البنية الفنية

يتوزع النص على مقاطع قصيرة تنتمي إلى أشكال متعددة (تانكا، جوجيوهكا، هايكو)، ما يضفي عليه طبيعة فسيفسائية. غير أن هذا التشظي ليس ارتجالياً؛ بل ينسجم مع ثيمة “بساط الريح” التي توحي بالانتقال المستمر، والتحليق بين محطات زمنية ودلالية متباينة. البنية هنا تقوم على التقطيع، لكن القارئ يلمس وحدة داخلية قوامها: السفر، الذاكرة، الرمز، والبحث عن المعنى.



اللغة والصورة

لغة النص مشحونة بطاقة رمزية وجدانية، تتراوح بين:

الرهافة: “تصبح على نور سقط منك سهوًا في ممرات الروح”.

الفلسفة المجردة: “الألوان تحتاج إلى مجففات عقلية تعيد تنشيف لوثة السطور”.

السخرية الرمزية: “لم ينسهما علاء الدين، عجّل الله خروجه من كتب الأزمة المالية”.



هذه التعددية تكشف عن وعي لغوي متقدم، يدمج بين التعبير الوجداني والتأمل الفكري.



الرمزية والدلالات

النص يستحضر مجموعة من الرموز الثقافية والأسطورية:

بساط الريح: رمز الخلاص والحلم المتجدد.

علاء الدين: رمز الأسطورة التي تصطدم بواقع اقتصادي مأزوم.

أفلاطون وحذاؤه: جدلية الفكر المثالي والواقع العملي.

السنونوات: الأمل المؤجل والرحلات غير المكتملة.

الألوان والرطوبة: استعارة للتاريخ العربي المثقل بالهشاشة والخذلان.



هذه الرموز لا تأتي للزينة، بل لفتح أفق تأويلي يتجاوز النص الفردي نحو البعد الجمعي.



البعد الفلسفي والوجودي

يطرح النص أسئلة وجودية كبرى:

معنى الحرية إن كان التحليق نفسه اعتقالًا؟

جدوى الحب في زمن تتحول فيه الصداقة إلى “سوق سكاكين”؟

إمكان إعادة قراءة التاريخ حين يفسد مداده برطوبة النسيان؟



هنا يظهر البعد الوجودي بجلاء: النص ليس وصفًا للعالم بل مساءلة له.



الخاتمة

يمكن القول إن "بساط الريح " يشكّل تجربة تأسيسية لما يمكن تسميته “الهايبون العربي”. فاطمة الفلاحي استطاعت أن توائم بين الشكل الياباني التقليدي وبين الحساسية العربية المعاصرة، لتخلق نصًا هجينًا، متعدّد الطبقات، يجمع بين الرمز والأسطورة، الوجدان والفلسفة، الفردي والجماعي

🔹 النسخة الوجدانية الفلسفية



نقد وجداني فلسفي لهايبون

بساط الريح



✍️ بقلم رانية مرجية



حين أمسكتُ بنص فاطمة الفلاحي " بساط الريح "، شعرت أنني لا أقرأ نصًا شعريًا بقدر ما أفتح نافذة على رحلة كاملة. النص لم يكن أبياتًا متفرقة، بل كان بساطًا حقيقيًا حملني من تحليق إلى لوحة، من أسوار الدهشة إلى تماثيل الذاكرة.



لغة فاطمة هنا لا تشبه أحدًا. إنها لغة تكتب بالدهشة، وتلوّن بالوجدان، وتشاكس بالرمز. في لحظة هي رقيقة كالنسيم: “تصبح على نور سقط منك سهوًا في ممرات الروح”. وفي أخرى فلسفية ثقيلة: “الألوان تحتاج إلى مجففات عقلية”، وكأنها تفضح بلل التاريخ وارتباكه. ثم لا تلبث أن تضحك بسخرية مرة، وهي تستحضر علاء الدين المسجون في كتب الأزمة المالية.



كل رمز هنا باب: بساط الريح هو الحلم، أفلاطون وحذاؤه هو التيه بين المثال والواقع، السنونوات هي الأمل الذي لا يطير، والألوان الرطبة هي تاريخ يحتاج إلى تنشيف. لكنها رموز لا تغلق على نفسها؛ إنها تفتح للمتلقي أفقًا جديدًا، لتصبح القراءة مشاركة وجدانية، لا مجرد تلقٍ.



النص كله سؤال مفتوح:

هل التحليق خلاص أم اعتقال جديد؟

هل الحب طوق نجاة أم خنجر في سوق الصداقة؟

هل التاريخ نص مقدس أم ورق مبتل يحتاج إلى تجفيف؟



هكذا تتجاوز فاطمة الفلاحي الكتابة إلى المساءلة، وتحول الشعر إلى مرآة نرى فيها قلقنا، رغباتنا، ويوتوبيا مؤجلة لا تموت.



بساط الريح، ليس تجربة شعرية فحسب، بل هو بداية مشروع هايبون عربي حقيقي، ممهور بروح أنثوية جريئة تعرف كيف تحوّل الحلم إلى لغة، والذاكرة إلى سفر، والقصيدة إلى حياة

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي