(قِيَام نَوافِل) (تَهَيُّؤات)

سعد محمد مهدي غلام
2025 / 9 / 1

عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ … وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
أبو العتاهية"
[1]
اِنكَسرْ ظِلِّي وَمالَ عَنِ الحَنينِ القَديمِ،
أَتُراهُ العُمْرُ يَمْضي أَمْ يَذُوبُ الضَّوْءُ في الزَّوالِ؟
أَقَمْتُ عِندَ أَبْراجِ الحُلْمِ أَسْكَرُ بِالذِّكْرَياتِ،
لاحَتْ زُحوفُ الهَمْسِ مِنْ ثُقوبِ الأُمْنياتِ،
أَوْقَعْتني المَرايا في مَتاهاتٍ قَاحِلاتِ.

خُذيني كَما أَنا،
ضُمِّيني في باحَةِ العَيْنيْنِ، إِنْ تَزَاوَرتِ الشَّمْسُ، فَلْيُسْدَلِ السِّتارُ؛
يَكْفيني ما بِهِما مِنْ قَطْرٍ-ما أَزالُ أَعْرِفُهُ:
أَنَّهُ الانْسِكابُ.
[2]
أَثْخَنْتِ جُرْحَ فُؤادي المُتْعبا،
والأَشْباحُ تَلُوحُ سَرْبًا هُرَّبا.
والآمالُ صِرْنَ سَرابًا شاحِبًا،
كَالشَّمْسِ في أُفُقٍ كَسيرٍ غَرَّبا.

لَسْتُ اَنتظِرُ القِطارَ العاتيا،
قَدْ غَادرُوا، والموْقِفُ المُترَبَّبا.
والمَكانُ لِعناكِبٍ وخَفافِشٍ،
والبُومِ، والغِرْبانِ حَلَّتْ مَرْكَبا.

يا قَارُورةً-بَلْ بَلُورةً مَسْحُورةً-
يا قَارِئةَ البَخْتِ-صَهْ… واقْتَرِبا.
لي سَقْفُ لَيْلٍ في عُيُونِكِ مُقْمِرٌ،
قَمرُ الأَهْوارِ أَوْلى أَنْ يَقْترِبا.
اِفْتَرْشي رَمْشَكِ حَصيرًا مُشْعِلًا،
ولْيَحْترِقْ قَصبُ الطَّريقِ تَلهُّبا.
سَأَنامُ مِلْءَ جُفُونِ قَلْبي هَادِئًا،
لا تُوقِظيني-أَغْلِقي الشُّبَّاكَ واحْتَجبا.
هِيقي اللُّهاثَ، وكُفِّي العِطْرَ عَنِّي،
واسْكُتْ-فَصمْتُكِ يَسْتَبي طِيبًا عَذبا.
[3]
دَعيني… أُسافِرُ فِي صَمْتِ رُوحي،
وفي لَفْظةٍ مِنْ صَدى الصَّمْتِ أَسْكُنْ.
هُنَالِكَ… ظِلّاتُنا تَئِنُّ شَظايا،
ويَشْربُ جِدارٌ عَرقْنا المُدْهِنْ.

أَنا الشَّارِبُ-المَشْرُوبُ صَبًّا-هَوًى،
ومِثْلي بِكُلِّ الحَانِ يَسْتَمْكنْ.
أُجَرِّبُ لَيْلي وأَهْجُو زَماني،
وَأَرْكبُ ظِلًّا على خَشبٍ يُمْتطى ويُفنْ.
[4]
لِمنْ تُقَرَّعُ-قُلْ-هَذِهِ الأَجْراسُ؟
لِلضِّباعِ، لِلأَوْجاعِ، لِلإِفْلاسِ.
لِلنَّسيكِ-قَدْ أَضلَّتْهُ مَوْمِسٌ-
في طُرُوقٍ ذَابَ فِيها الكَاسُ.

قِلْعةٌ كَانَتْ ثُغُورًا، ثُمَّ مَا
بَقيتْ-قَدْ دَرَسَتْ-وانْدَاسا.
هَا هُنَا-لا نَفَسٌ-لا إِهَابَ لَنا،
غَيْرُ صَوْتٍ يَسْكُنُ الأَنْفاسا.
[5]
لمنْزِلِنا-والقوْمُ غَيْرُ مُقيمِ-
رُسُومٌ، ولا زُوَّارُهُ بِقَديمِ.
هيَ الحانةُ البَيْنيَّةُ الطُّرُقاتِ-ما
أَتَاها سِوى الأَشْقياءِ اليَتيمِ.

مَضى الغِفارِيُّ" في الرَّبَذاتِ وَحْدهُ،
ولَمْ تَحْلُلِ الصَّدَقَاتُ يَوْمَ الحميمِ.
وطُرْقٌ كَحدِّ السَّيْفِ، رِقٌّ مَتينُهُ،
وكُوَّةُ فَجْرٍ-غَيْرُ ذِي تَرْميمِ.

تُدكُّ جَماجِمُنا النُّجُومُ-وَإِنَّنا
لَدى الظَّنِّ -في ظَنِّ المَلائِكِ-جِيمِ.
وَيَمْضي الزَّمانُ، وَ الزّيَيْتُونُ" بَارٌ،
وَبَرْدُ تَمُّوزَ على التَّفْكِيرِ يَميمِ.
[6]
يا عَقِيلةَ الأَمْسِ-قَدْ وَلَّى ومَا رَجَعا،
كَبِّري لِلَّهِ-لا تَذْبحي قَلَعا.
لا تُقيمي مَناحاتٍ على جَسدِي،
فَالميِّتُ -الصَّلْواتُ-لَنْ تَمْنحِ الدَّفعا.
[7]
دَعِيني -بِالصَّمْتِ -أَبْكي هَائِمًا وَجِعا،
لا تُوقِظيني مِنْ سُبَاتٍ أَتْعبا.
كُلُّ الَّذي أَمْلِكُ افْتَدَيْتُ بِهِ،
في جُرْعةٍ مَرَّتْ كَطَيْفٍ أَشْربا.

لَيْتَ سُقْرَاطَ" ابْتقى لي كَأْسهُ-
ثُمالَةً-لاتَّقيْتُ المُنْتهَى وتَغَرَّبا.
غَابَ القِطارُ-تَبدَّدَ الرُّكْبُ-اِنْطوى،
وَلَمْ يَبِقَ -غَيْرُ دُمُوعيَ-السَّكْبا.
[8]
يَمْشي المُشَيِّعُ حَوْلَ نَعْشٍ صَامِتٍ،
قَارٍئٌ يُرَتِّلُ-ثُمَّ مُلَقِّنُ.
ذَبُلتْ جَناتٌ، وَانْحنى نَخْلُ الرُّبى،
والخَريفُ في الأَرْضِ الحَزِينةِ مُكْمنُ.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي