هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده

فاطمة الفلاحي
2025 / 8 / 27

قال لها:
شدوكِ كزنبقة حب؛ تقضمنا نوطات الشوق فيه، بأوتار من حنين. وتتفيئين ظل حلم؛ كراقصة بالية، تعزف الهذيان برؤوس أصابعها على نياط قلبي.
وكلما أوسقتْ النوطات ترانيمها مع عزف الوتر، أراك تراقصين تقاسيم الليل.
امرأة بقوام قصيدة ~
يكبلها طيف الوفاء له،
لتستشف وصله!


امرأة بقوام قصيدة:
خبت أمنياتها ~
لم تعد تجيد الرقص،
على قارعة القلب!


امرأة بقوام قصيدة ~
قلبها آئل للنحيب،
يتسول تراتيل المشتهى!





قراءة أولية بقلم الأستاذ الناقد عادل جوده

النص يفيض بأنفاس شعرية رقيقة تنسج صورة المرأة كقصيدة حية تحيا على إيقاع الحلم والوفاء لكنها في الوقت ذاته أسيرة لظلال الخيبة والفقد.
المشهد الأول يفتتح بموسيقى عاطفية مشبعة بالحنين حيث يتماهى الجسد والروح في عزف متخيل يربط بين رقص الباليه ورقصات القلب على أوتار العاطفة.
لكن التتابع اللاحق يأخذ منحى تراجيدي إذ تتحول "امرأة بقوام قصيدة" من رمز للجمال والإلهام إلى كيان يرزح تحت وطأة الانكسار عاجز عن الرقص على "قارعة القلب" ثم إلى قلب مستنزف يتسول دفء المشتهى.
بهذه البنية يتقاطع النص مع روح الهايبون جامعًا بين النثر الشعري والمقاطع المكثفة في مزيج من الحلم والخذلان الجمال والفقد
حيث تتقلص المسافة بين الموسيقى والبكاء حتى يذوب أحدهما في الآخر.
يمكن القول إن النص يترك القارئ أمام صورة ماثلة للمرأة/القصيدة: تُعزف وتُرقص لكنها أيضًا تُكسر وتُنهك، لتظل شاهدة على أن الجمال لا يحمي من الخيبة لكنه يجعلها أكثر فداحة.

هايبون - امرأة بقوام قصيدة

تأخذنا كلمات الشاعرة فاطمة الفلاحي إلى عالم من العشق الصوفي
حيث تختلط الأحاسيس بالصور الشعرية لتنسج لوحة فنية مؤثرة في هذا النص تتحول المرأة إلى قصيدة ليس فقط بجمالها الخارجي بل بعمقها الروحي ومعاناتها الداخلية
شدوكِ كزنبقة حب
يستهل النص بوصف يمتزج فيه السمع بالبصر. "شدوك" ليس مجرد صوت بل هو "زنبقة حب" زهرة بيضاء نقية تتفتح بالجمال لكنها في الوقت نفسه تسبب "نوطات الشوق" التي "تقضمنا"
هذا التناقض بين الجمال والألم يجسد طبيعة الحب الذي يجمع بين اللذة واللوعة
الشوق هنا ليس مجرد شعور
بل هو لحن يُعزف على "أوتار من حنين" مما يمنح الإحساس عمقًا موسيقيًا..
تتفيئين ظل حلم
تتحول المرأة إلى "راقصة باليه"
رمز الرقة والأناقة
ولكنها ليست راقصة عادية
بل هي تعزف "الهذيان" على "نياط قلبي" بأصابعها
هذا التشبيه يربط بين الرقص الذي هو تعبير عن الجمال والحركة والهذيان الذي يعكس حالة من العشق المفرط والجنون
قلب الشاعر هنا ليس مجرد وعاء للحب بل هو آلة موسيقية تعزف عليها الراقصة لحن شوقها
وكلما اشتد العزف تزداد رقصاتها فتراقص "تقاسيم الليل"
أي تتحول إلى جزء من هذا الليل الطويل والمؤلم الذي يعيشه العاشق

امرأة بقوام قصيدة
تتكرر هذه الجملة لتكون اللازمة المركزية التي تجمع أجزاء النص المرأة هنا هي تجسيد للقصيدة: متكاملة متناسقة لكنها أيضًا مليئة بالأحاسيس المكبوتة.
في الجزء الأول "يكبلها طيف الوفاء له" مما يدل على أنها أسيرة لذكريات حب قديم
هذا الوفاء ليس حراً بل هو قيد جميل يمنعها من المضي قدمًا يجعلها "تستشف وصله"
أي تتخيل لقاءً مستحيلاً.

خبت أمنياتها
في الجزء الثاني تتحول القصيدة إلى حزينة
"خبت أمنياتها" أي انطفأ الأمل في قلبها
هذا الانطفاء جعلها "لم تعد تجيد الرقص"
أي فقدت القدرة على التعبير عن الفرح والحياة
أصبحت لا تستطيع الرقص "على قارعة القلب" أي في وسط المشاعر مما يدل على أن قلبها أصبح مهجورًا ومتهالكًا.

قلبها آئل للنحيب
في الجزء الأخير تصل المعاناة إلى ذروتها
قلبها "آئل للنحيب" أي أصبح مصيره الحتمي هو البكاء
إنه قلب فقير عاطفيًا "يتسول تراتيل المشتهى" أي يتوسل من الحب أن يعطيه بعضًا من ألحان الفرح التي فقدها
هذا التشبيه يصور القلب كشخص فقير عاجز يتوسل من الحب أن يعود إليه
بهذا، تخلق فاطمة الفلاحي من خلال نصها صورة للمرأة العاشقة التي تعيش بين جمال الحب وألم الفقد بين رقص الأمل ونحيب اليأس
لتظل قصيدة حية تنبض بالحنين والألم.
تحياتي واحترامي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي