هنا كندا

خالد علوكة
2025 / 8 / 19

تقع كندا في قارة اميركا الشمالية وعاصمتها أتاوا وإسمها مشتق من كنتا وتعني القرية تبلغ مساحة كندا 9.89مليون كم2 بحيث اذا سافرت من الغرب الى الشرق فيها تستغرق 7 ساعات وتضم 10 ولايات و3 أقاليم وهي ثانِ اكبرمساحة في العالم . وعدد نفوسها حسب احصاء 2024 هو 39 مليون نسمة ،وقد منحت بريطانيا الاستقلال لمستعمراتها في كندا بتاريخ 1- 7 -1867م، وهو يوم استقلالها وفيها لغتنان رسميتان وهي الانكليزية والفرنسية المتبعة في مقاطعة كيبك . والعملة المتبعة في كندا هي الدولار الكندي . والعَلّم كما نراه في الصور من ورقة شجرة القيقب !!!
ونظام الحكم في كندا دولة ديمقراطية برلمانية وملكية دستورية - رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة الفعلي. الملك البريطاني هو رأس الدولة الشرفي، ويمثله الحاكم العام. وفيها تنوع ثقافي واقتصاد قوي معتمد على الموارد الطبيعية من النفط والغاز اضافة للزراعة وتكنلوجيا متطورة – ومشهورة بمناطقها السياحية وخاصة شلالات نياغرا وجبال روكي – وجزيرة الامير ادوارد – وبحيرات المياه العذبة اضافة الغابات الكثيفة ومناطق خضراء شاسعة جدا والطقس فيها قد تصل درجة الحرارة صيفا الى 35مئوية وشتاء بارد قد تصل الى 15م تحت الصفر – بيوتها أكثرها مبنية من الاخشاب لكثرة توفرها حتى اعمدة الكهرباء خشبية وايضا جسور عبور المشاة في الغابات وحواجز البيوت اكثرها خشبية جميلة المنظر .
وفيها نظام رعاية وضمان صحي واجتماعي لكل انسان ودعم مادي للاطفال لعمر 18 سنه مع تعليم مجاني ، وايضا عناية صحية مميزة ودعم لكبار السن . وتعتبر كندا من البلدان ألآمنه ، وتحترم التنوع وحرية الرأي والانفتاح الثقافي ، وفيها قبول للهجرة المنظمة لتمنح الجواز الكندي لمن بقى في كندا 3سنوات بدون نقاط سلبية وكما تتطلب من القادم اليها معرفة جيدة باللغة الانكليزية او الفرنسية من ضمن شروط قبول الهجرة مع تسهيل فتح مراكز تأهيلية للتعليم المجاني لذلك . وهذه السنة تقلص القبول بسبب زخم عدد معاملات قبول المهاجرين واتبعه ارتفاع في اسعار الشقق والبيوت وتعمل الدولة على حل ذلك على مراحل .
وكل من يأتي الى كندا لابد ان يلاقي بعض الصعوبات خاصة الضرائب وارتفاع اجور السكن وغلاء الغذاء والبيوت في الشراء التي تفوق بعضها المليون دولار كندي لكن فيها تعاون من البنوك العقارية بضمانات قانونية وتكفي 200الف ----$---- كندي نقدا او اكثر ليدفع البنك الباقي ويكون بالتقسيط على المشتري لسنوات طويلة وتُحسب على أرض البيت اجور سنوي باعتبار كل الاراضي ملك للدولة الكندية وليست ملك صرف كما في العراق . وطبيعي ان يعاني القادمين الجدد لكندا مصاعب عدة يمكن تجاوزها مع مرور الزمن والعمل المستمر .
الشعب الكندي عموما شعب طيب وبشوش و يرحب بك اينما كنت ولاتخلوا مقابلة مع شخص صباحا دون ان يقول لك صباح الخير او هلو- اضافة لا تمييز اوتفرقة أو سؤال عن اسمك او معتقدك مهما كان حيث يعيش في كندا من كافة الشعوب والثقافات والاديان والمذاهب العالمية ويحترمون بعضهم البعض بالعمل الناجح والتزام قانون البلد فهذا مقياس تقدم أي بلد .
وهكذا قذفتنا امواج الرحيل الاجباري لحاقاً باولادنا الذي سبقونا مجبرين بعد ان ايقظتنا غزوة تنظيم الدولة الاسلامية داعش في عام 2014م والفرمان 74 وحذرتنا باننا لسنا في المكان والبيئة المناسبة للعيش وكما فعل غيرنا وسبقنا بالرحيل وكل حسب ظروفه لكن ليس مثل ظروف وحشية الابادة الايزيدية التي حصلت في سنجار.
الجالية العراقية في كندا تبلغ تقريبا 200 الف نسمة وعدد المهاجرين الايزيديين بحدود 250 عائلة واكثرهم من سنجار وقد جاؤا بنظام تكفلته الحكومة الكندية عن طريق ألامم المتحدة بضمنهم ناجيات .. ودولة كندا مشكورة قد اعترفت بالابادة الجماعية للايزيديين ، والعوائل موزعين على مقاطعات كندية بعيدة عن بعضها مما يصعب اللقاء بهم وعدم وجود رابطة او لوبي إيزيدي يجمعنا كأن مرض الداخل لحق بالخارج اضافة الى قلة وضع الوافد الايزيدي الى هنا من اسبقية تعلم اللغة الانكليزية وقلة الكفاءات التعليمية اضافة الى الظروف القاهرة التي جلبتهم لدولة عظيمة ومتطورة في كل شئ ومع هذا نجد سرعة التاقلم وتحمل زخم هذه الفوارق التي جاءت بالامل والامان وحقوق الانسان على امل بناء مستقبل افضل للجيل القادم بدل صعوبة بناء وطن جديد.
ولابد ان نعي الذي سبقونا بالرحيل كانوا أغنى واقوي من حالنا ، وتنبهوا قبلنا بان البلد لن يتعدل ليصبح كمانريد بما نحن عليه من امانة وصدق واخلاص بل المقابل يساويه ضدنا بالخيانة والكذب والفساد العلني ولااريد بهذا الكلام زيادة يأس اهلنا في الداخل بل أكثر دول العالم المستقرة فيها هجرة خارج بلدانهم بحثا عن حياة افضل بينما هاجرنا مُجبرين ويبقى الوطن غالِ بالولادة واول العيش فيه ليظهر لك بعد سنوات خدمته بانك غريب و لست منه ولا فيه .
وحقائق بلاد الغربة عموما وكندا كمثال لم نرى فيها هبوط للوحي - ولا لانبياء - ولا نزلت كتب سماوية – أوحط فيها مجد حضارات او أي شئ من هذا القبيل لكنها تحترم البشر على الارض والعرض بالقيم والاخلاق الانسانية لكل فرد ضمن قانون مدني بحيث لاتجد فوارق البوذي والايزيدي و الزرادشتي مع اهل كندا الاصليين كلهم في عمل ودوام ومستشفى وشارع وقانون واحد ولاتعرف او تميز مدير اكبر شركة مع اصغر عامل خدمة في كندا وهكذا تعثر على وجودك وعلى الخالق العظيم في المخلوق الفقير دون دليل او حاجة من التذكير والتكبير اليومي وانت على الارض غير آمن .
اغسطس /2025م - كندا

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي