ماغَرَّك بنفسك أيها الإنسان المنسوخ… لم تكن سوى فايروس!

عدنان سلمان النصيري
2025 / 8 / 19

سؤال إلى كل إنسان منسوخ؟!
هل ستَجرؤ الوقوف لحظةً أمام المرآة وتسأل نفسك؟..
هل انت من الكائنات الحية التي خلقت لِتُصلِح، أم لِتَستهلِك؟! ..
هل وُجِدتَ لتزرع ام لِتَقْضُم ؟!..
كما كنت في أول عهدك لاتختلف مع أردأ أنواع الدواب على الأرض،
وأنت تزحف خارج أبواب الكهف، حين بدأت تجتث وتجتر كل أخضر، كَآفة شؤمٍ وقحط، لا تريد أن تُبقى خيرا لغيرك، ولم تذر!
وانت تقتل لا تدرك لغيرك حق في الحياة..
متشبها بالفيروس الذي يقضي على جسد مُضيفه،
لتبقى مزهوا بطبيعته الأنانية، عسى أن يَفنى الجميع!
غير مبالٍ بِتسليع الأرواح الأخرى في سوق الأنا،
وتجريدها من أبسط عناويين العزة والكرامة
وحق الحياة..
وانت الذي تَتَبرم بتاريخ مجدٍ مخزٍ بافتعال الحروب الذكية والحلم الدائم بالانتصار.. مثل فايروس.. يجتاح عافية الأبدان والبلدان والمدن،
ويلفظ الآخرين بلا هوية!
ويا ترى، هل ما تفعله بالطبيعة.. وبالمجتمعات.. وبالترهيب على الهوية.. هو جزء من "طبيعتك البشرية"؟! أم هو انحراف!.. وتحوّل قَهقَري نحو مسخ اصل طبيعة الإنسان؟!
فرب من يذهب بالاعتقاد، أن الإنسان لا يتكيف، بل يَستهلِكْ حتى الفناء!.. وهذا يجرنا إلى التشبيه في السلوك إلى كائن آخر في الطبيعة، إلا وهو "الفيروس"!
ويبقى القول لكل من يشعر بامتلاك عزة في درء هذه الشبهة عن آدميته.. يجب التوقف حالا، بعد امتلاك عنصر الثقة، والتثبت بِالتأمل في داخل نفسه. ويَقرَّ بكل أخطائه السالفة، ويترجل من فوق بُرجه العاجي، ويتعبد في محراب الحقيقة. ويوقف من زحفه المجنون نحو حافات التَطرُّف.
وحين يعود ليستمع لا ليصمّ كلتا اذنيه.. ولِيُحاور لا ليُسكت.. و ليرتقي ويسمو.. لا لِيَضمَحِّل في الحضيض.
واذا ما كان الفيروس لا يملك ضميرًا، فاجعل من هويتك الانسانية قدرة مذهلة: بأن تختار ما يبعدك عن الانجرار في التقليد!
ويبقى سؤالنا الاخير، يا ترى أيُّ نوع من البشر ستكون؟!
هل المُدَمِّر الذي ينسفُ كل شيء؟!.. أم الشاهد الذي يحاول الإصلاح قبل أن يسقط الهيكل؟!
الكاتب/ عدنان النصيري

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي