هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزام

فاطمة الفلاحي
2025 / 8 / 12

هايكو- إقحوانة المطر
1.
تفتح الإقحوان واتقد~
لملم غربة الميلاد من عيني،
لون حرفك!
2.
يتفتح الإقحوان ~
الضوء وحده يتعملق،
ثنايا الروح!
3.
تفتح الإقحوان ~
تضج الفراشات،
نحلًا!
4.
تفتح الإقحوان ~
أزهر في راحتيها،
حكاية عطر!
5.
تفتح الإقحوان ~
المعلق على نافذة الحي،
نحيب الباكيات!
6.
تفتح الإقحوان ~
الطريق مرصوفًا بها،
سدرة المنتهى!
7.
تفتح الإقحوان ~
تل فراش،
طريق الشعاع!
8.
تفتح الإقحوان ~
براعم ندية،
تنهيدة عمر!
9.
تفتح الإقحوان ~
يفضحني البوح،
عتمة الأنفاس!
10.
تفتح الإقحوان ~
أضاء نوافذ التوق،
شقوق العمر!

قراءة نقدية وإشادة بالشاعرة فاطمة الفلاحي ونصوصها في:
هايكو- إقحوانة المطر:
قاسم عزام

مدخل عام:
في نصوص "هايكو إقحوانة المطر"، تفتح الشاعرة فاطمة الفلاحي نوافذ من التأمل الشفيف في عوالم الطبيعة والروح، من خلال تقاطعات دقيقة بين صورة الإقحوان، ومجريات الوجود الداخلي والخارجي. عبر 10 ومضات قصيرة تحمل سمات الهايكو العربيه، تنسج الفلاحي نسيجًا شعريًا رقيقًا، لكنه نابض، يجمع بين حسّ الطبيعة ودهشة الإدراك، وبين غواية اللغة واحتشام المعنى.
الخصائص الفنية:
الرمزية المركزية:
الإقحوان هو مركز الصورة، لكنه ليس مجرد زهرة تتفتح، بل يتحول إلى مفتاح للمعنى، ومجاز للانبثاق، والتوق، والانكشاف، وحتى الحزن. هذا التكرار البنائي لافتتاح كل مقطع بـ"تفتح الإقحوان" يمنح النصوص إيقاعًا تأمليًا ويؤطر التجربة الشعرية ضمن حالة من التكرار الكشفي، حيث كل تفتحٍ هو انبعاث جديد لمعنى مختلف.
اقتصاد لغوي وعمق دلالي:
وفيةً لروح الهايكو، تحافظ الشاعرة على الاختزال اللغوي، لكنها لا تضحي بالكثافة. كل كلمة موضوعة بعناية، توحي أكثر مما تصرح، وتدعو القارئ إلى تأويل ذاتي. على سبيل المثال:
"تفتح الإقحوان
أضاء نوافذ التوق
شقوق العمر"
هنا، لا تكتفي الشاعرة بصورة بصرية، بل تذهب نحو أثر الإشراق الداخلي الذي يطال نوافذ "التوق" المتوارية في "شقوق العمر".
شاعرية الحواس:
تلامس الفلاحي الحواس بلغة مضمخة بالشعور، حيث اللون، الضوء، العطر، البوح، والريق، تتحول جميعها إلى أدوات لتصوير الانفعال الإنساني. في النص الثالث مثلًا:
"تفتح الإقحوان
تضج الفراشات
نحلًا"
مشهد بصري/صوتي ينقلب إلى مجاز حيّ، يُعيد تفسير الطبيعة بوصفها فعلاً تحويليًا.
توظيف التوتر والسكينة معًا:
هناك تقاطعات متكررة بين الطمأنينة (تفتح الزهرة، العطر، الشعاع) وبين ما يوحي بالألم (نحيب الباكيات، العتمة، البوح الفاضح). هذا التوازن لا يُربك القارئ بل يتيح له مجالًا للتفاعل مع حقيقة الإنسان المركبة.
الجمالية الأسلوبية:
الفلاحي تكتب بلغة أنثوية ناعمة لكنها ليست هشة. هي لغة تبوح دون أن تتعرى، وتُفصح دون أن تفسد غموض الشعر. الشعر هنا ليس فقط شكلًا بل جوهرًا تجريبيًا، يلامس روح القارئ دون أن يصدمه، ويدعوه لاكتشاف الطبقات غير المعلنة خلف كل "تفتح".
إشادة بالشاعرة:
فاطمة الفلاحي ليست مجرد كاتبة هايكو، بل تجعل من الهايكو قصيدة وجدانية كاملة في ومضة. تجربتها في "إقحوانة المطر" تؤكد قدرتها على جعل اللغة تنبض بصدق وانسياب، دون تكلف أو استعراض. وما تفعله في هذه النصوص هو أشبه بـ"رسم بالحواس"، حيث يتحول كل مقطع إلى لوحة داخلية/خارجية، تحاكي قلق الإنسان وجمال الطبيعة في آن واحد.

خاتمة:
"إقحوانة المطر" ليست مجرد زهرة في حديقة القصيدة، بل تجلي شعري لفيض أنثوي عميق، يؤكد أن فاطمة الفلاحي شاعرة تمتلك بصمتها الخاصة، وتعرف كيف تكتب القصير العميق، والساكن المتحرك، والشفاف الملغز.

نصوصها دعوة إلى التأمل ببطء، والقراءة بحواس مفتوحة، والإصغاء لما لم يُقل.

#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي