بين نصف الانتصار و نصف الهزيمة !

خليل قانصوه
2025 / 7 / 7


تتعدد دوائر الحرب المتحدة المركز ، انطلاقا من إسرائيل و قطاع غزة المحتل ، فوصلت إلى اليمن و إيران . لا شك في أننا نستطيع أن نحصي في كل دائرة ، نقاطا لصالح المعتدي و أخرى للذين يتصدون له دفاعا عن أنفسهم ، مقابل خسائر تكبدها الطرفان ، سيكون على الأرجح و قعها أعلى كلفة و أكثر أيلاما ، قياسا على معايير جغرافية و ديمغرافية ( عدد السكان ) مع الأخذ بالحسبان بأن الولايات المتحدة الأميركية و دول أوروبا الغربية تقف جميعا " دون شرط " كما هو معلوم ، إلى جانب إسرائيل ، الكيان الذي يتولى تنفيذ مشروع استيطاني ، امبريالي ، على البقعة الممتدة من المغرب إلى السودان ، اليمن ، إيران و ربما تركيا ـ سورية! ، و لكن لا بد هنا من الإشارة إلى أن المعسكر الغربي المشار إليه ، يعاني في الراهن من أزمات سياسية و اقتصادية عميقة هي في نظر بعض الخبراء علامات دالة على دخول الإمبراطورية في مرحلة الانحطاط و بالتالي فان الحروب الفاشلة ، الدموية و الوحشية ، المتكررة منذ سنوات 1990 ، ما هي إلا انعكاس لضعفها .
لذا فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو عما إذا كانت الخسائر الذي تكبدتها إسرائيل إلى جانب محدودية قدرات " الإمبراطورية " الموزعة على مسارح متعددة نسبيا ، على تعويضها ، تمكنها من مواصلة الحرب التي تخوضها منذ حوالي السنتين ، و من ان تتغلب على أعدائها وتفرض عليهم هيمنتها . فيتحول بذلك نصف انتصارها أو نصف هزيمتها ، إلى انتصار كامل! سيكون له في أغلب الظن ، صدى بعيدا ورمزية ساطعة لخاتمة عصر الفتح الاسلامي الذي انطلق من شبهه الجزيرة العربية في النصف الأول للقرن السابع . م . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن قبولها بإيقاف العدوان هو اعتراف بأنها تلقت نصف هزيمة بالتالي فإن المستقبل سيكون مرهونا باستيعاب " آثار الهزيمة " واستعادة إمكانياتها من أجل المبادرة من جديد إلى العدوان لمحو آثارها و تحقيق النصر !
إذن سوف تتقرر أمور كثيرة ، مادية و إنسانية ، على حجم الخسائر التي لحقت بإسرائيل حتى الآن ، اثناء المواجهة المستمرة منذ 7 .10 . 2023 ، و عما إذا كانت هذه الخسائر تعيق مواصلة الحرب ام لا ، و إذا كان تعويضها سهلا .
أما السؤال في الجانب الآخر ، فهو عما سيفعل الفلسطينيون ، و اللبنانيون ، اليمنيون و العراقيون ، و الإيرانيون ، بنصف انتصارهم أو نصف هزيمتهم ؟ هل أن خسائرهم الكبيرة جدا ، بعد سقوط سورية يا للاسف ،إلى حد أنها تضطرهم إلى الاستسلام ، او أنهم سيوافقون على وقف إطلاق النار ، و إعطاء إسرائيل فرصة لاسترجاع الانفاس ؟ تحسن الملاحظة هنا إلى انه من المفروض أن حسابات هؤلاء و معاييرهم ، اجتماعيا و سياسيا و عملانيا ، تختلف عما هو مفترض لدى عدوهم ، هذا من جهة أما من جهة ثانية فأغلب الظن أنهم دفعوا سلفا ثمن بقائهم فإن ضاع هذا الأخير صارت الأبواب مشرعة أمام الفتح الصهيوني !

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي