نظرة على مقالة (تاريخ بعشيقة وبحزاني )

خالد علوكة
2025 / 7 / 1

نشر ألاخ حاجي علو من قضاء عين سفني على موقع بحزاني نت مقالا مبتراً بالعنوان اعلاه ، وكثيرا مااكون حذراً في ألرد على مايزيد الطين بله ويطرح ماليس ملحاً ووضعنا الوجودي وهويتنا مهددة ! ولااريد توسيع الهوة مع اي شخص فكلنا بشر من قميص واحد . ولكن في اي حديث واجب الحكمة واعتماد النهج التاريخي والجغرافي والعقلي وليس وجهة نظر مجردة وعدم سحب قرون الماضي بخصائص الحاضر المتغير ولكون المثل يقول (اهل مكة ادرى بشعابها) فانني اعقب بالتوضيح المستند الى دلائل واقع منطقتنا .
والاخ علو يكرر في اكثر من مقال له بان اهل بعشيقة وبحزاني الايزيدين قد استعربوا !! ولكوننا {ناطقين} باللغة العربية وكانها مثلمة او نقص في البنية العقائدية والانسانية ، بينما الحاج فوق راسه يوميا في بلدته الكوردية عين سفني يصيح المؤذن خمس مرات ألله واكبر باللغة العربية ناهيك عن تحدث الاخوة الشبك والمسيحيين والجرجيين وغيرهم بالعربية.
ويقول مرتاحا بما سمعه من صديق له بان( اهل بعشيقة وبحزاني لاعلاقة لهم بالسومريين والاشوريين والاكديين ) يارجل لنكون واقعيين اليوم لانستطيع اثبات هويتنا فلماذا نثقل انفسنا بما مضى ؟ وثانيا المنطق العقلي يقول ان كل شخص عاش فترة ما فهو تابع لذلك الزمان والمكان والدولة التي يقبع تحت حكمها فانا سومري عندما كنت زمن السومريين و لم يكن للسومريين قومية ما ، ثم تعال لتاريخ الايزيدية ومناطقها و فهمنا إن كنا بعيدين عما ذكرت ولنسال ماعلاقة (عيد سرسال راس السنة الايزيدية ) بعيد اكيتو السومري ؟ ناهيك عن اسماء عديدة وردت في ملحمة كلكامش مثال اسماء جيجو وكنجي وممو وسموقان تجدها عندنا من أين أتت؟.
وثالثا انت سعيد باجابة صديقك بانه تأسست بعشيقة وبحزاني في عام 1255م !! طبعا تقصد زمن وصول مناطقنا كل من شيخادي بن مسافر الشامي وفترة مابعده زمن شيخ حسن بن عدى الثاني . وهذا تجني واضح ولايستند الى منطق وتاريخ واذهب لقراءة كتاب معجم البلدان - وكتاب تحقيقات اثارية تاريخية بلدانية / كوركيس عواد - ليعرفك ماهية بعشيقة وبحزاني - وتل بيلا - وخورسباد - وجبل مقلوب وغيرها من مصادر تؤكد وجودها قبل تاريخك وتذكر بعض المصادر بان الشيخ عدي بن مسافر الشامي وصل الى لالش مرورا من بعشيقة وبحزاني وصولا الى لقاء بير مام ره شان خلف جبل مقلوب فكيف تقول انها تاسست في هذا التاريخ ؟.
ثم تعال أخي انت والبعض للاسف ينزعجون ويتوجسون من ذكر هذه الفترة في القرن الثاني والثالث عشر الميلادي ولم ياتوا باحسن منها او يوضحوا مآربهم حتى نصدقهم مجرد تشويه باجندة معروفة بلا منطق حدث العاقل بما يعقل .
و ياحاج تتعمد تقربا بمن يريد التقليل من تاريخ الديانة الايزيدية ولصقها بالاسلام والاموية لتقول ( عن غدر بن لؤلؤة المجرم فقتل زعيمهم الشيخ حسن صاحب الدعوة الاموية باسم يزيد بن معاوية) ان يزيد بن معاوية صاحبك لم يحكم غير 3 سنوات ، واحدة افرغ بيت المال - والثانية هجم على الكعبة - والثالثة قصته مع الحسين بن علي - فكيف خلال هذه الفترة القصيرة يؤسس دين وله اتباع وهو بلمذاته المشهورة حسب المصادر الاسلامية . كل من نسب الايزيدية ليزيد بن معاوية هو متخلف ومتأخر بقصده اسلمة الايزيدية باي طريقة وذريعة و باتهامات باطلة ومجحفة وقفز على تسميات الشمسانية والمثرائية والداسنية لينسبنا الى بني امية وابن معاوية حديثي الوجود.
ومن ثم لولا قدوم ودور شيخ عدي بن مسافر والشيخ حسن أين كان حالنا ، والاثنان ضحوا من اجلنا وذهبوا الى رحمة الله وبقي معتقد وطقوس الايزيدية شاخصة ، وللتاريخ لم يستطع هذان الشيخان تغيير عقيدة الايزيدية القديمة من - عيد السرسال في نيسان من كل عام - الى صوم 3 أيام في الانقلاب الشتوي - الى صوم خدر الياس زفستان خلاص - والى طقس القاباغ في الانقلاب الخريفي في معبد لالش وتعليق الحية في باب القابي والتي تعتبر مرفوضة اسلاميا !!.
وحتى ابن تيمية في رده على مكانة و دور شيخادي قال: ليس له صلة ب مروان بن الحكم والاموية لفرق تاريخي طويل بينهما -، ثم ياحاج تربطنا بصلاح الدين والساسانية وهي ليست من واقعنا الحالي ولاندري مغزى ذهابه تحريرالقدس لاننا ليس بوسعنا دخول باب ضيق فيه نزاع تاريخي وديني ؟. ثم تعود لتربط صلاح الدين بالداسنيين بينما الفرق كبير بين الداسنية كمكان وعشيرة حملت اسم معتقد وبين دورصلاح الدين الايوبي والذي دافع عن اسلامه قبل قوميته .
ثم (تطلق على بعشيقة وبحزاني بالمدينتان المُستعربتان المصلاويتان ) كانها تهمة يارجل لولا قرب المنطقة من ولاية الموصل وفائدة اللغة العربية بالتعليم الذي جنته المدينتين بتخرج مئات المهندسين والاطباء والمعلمين الذين هبوا الى مناطق الايزيدية بالاربعينات من القرن الماضي وخلوصها من الجهل والفقر لكان حالنا اليوم يرثى له ، واننا لانضحي من اجل لغة عن فكرنا ومعقتداتنا ، واقوالنا لاتزال تنطق باللغة الكوردية في بعشيقة وبحزاني .
في الاخير اخي في اي موضوع بدلا من زحزحة وضعنا بعرض السلبيات وزيادتها لنُقيّم الايجابيات ونعظم نقاط القوة ، وياريت تنورنا بما عندك وبمصادر في مايفيدنا قبل القرن 12و13م حتى نستفاد ولاننكر فضل الاولين والاخرين . وايضا نورنا بما عندك عن دور السلالات الشمسانية والبيرانية والشيخانية حتى نصل لمبتغى وجودنا وهويتنا بدل القفز فوق المبررات والتناقضات دون سياقات ثابتة ومعتمدة ،
ومن الله القصد والتوفيق .... ياحاج علو.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي