|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 6 / 29
تبرر الحروب و الانقلابات العسكرية و " الثورات الربيعية " التي تتوالى في بلدان المشرق العربي منذ أن جلت عنها القوتان الاستعماريتان ، إنكلترا و فرنسا ، ومنحت شبه الاستقلال ، باستثناء فلسطين حيث نالت الأقلية الإسرائيلية الاستقلال على جزء كبير منها بعد أن افرغته من غالبية سكانه العرب الأصليين ، الذين أجبروا على النزوح و اللجوء الى الأقطار المجاورة ، التوقف عند المسألة الوطنية ، لا سيما أن الهزات التي أعقبت انهيار الإتحاد السوفياتي في مطلع سنوات 1990 ، قلبت الأوضاع في هذه البلدان رأسا على عقب ، إلى حد أننا نكاد لا نعثر على أثر حقيقي ملموس لدولة وطنية تجسد الانتماء الفعلي و الالتزام الصادق بمشروع وطني ، واحد ، في بلدان المشرق خصوصا .
يمكننا القول ان البرنامج " الثوري " الذي تتعهده المخابرات الأميركية و حليفاتها في الدول الغربية الاستعمارية ،بدأ في لبنان كون هذا الأخير مثل دائما بحسب اعتقادنا ، المختبر الاجتماعي و السياسي حيث يجري إعداد و إطلاق البالونات الدعائية و التجريبية في مجال الخداع و الفوضى و الاضطرابات و الاغتيالات في البلدان المحيطة ، دشن هذا البرنامج في بداية سنوات 1960 ، تمهيدا لإزالة العقبات المحتملة أمام مرحلة مقبلة من التوسع الإسرائيلي ، حيث كانت الأحزاب السياسية العلمانية ، القومية ، في طور نشوئها الصعب في مواجهة نظم الحكم القمعية ، تتخذ من القضية الفلسطينية نبراسا تستضيئ به ، فكان إذكاء العصبيات الطائفية و المذهبية من نذره الأولى ( الحرب الأهلية في لبنان سنة 1958 ، اسقاط الوحدة بين مصر و سورية في 28,09 . 1961 ، عن طريق انقلاب عسكري ) و سيلة لتطيير الوعي بضرورة و أهمية الكيان الوطني !
من البديهي أن هذا البرنامج ما يزال مستمرا و أن أجزاء رئيسية عديدة منه أنجزت ،لا مجال هنا لذكرها ، فهي ظاهرة للعيان ، في سورية و العراق و فلسطين و لبنان ، حيث تغيب عن هذه الأقطار القضية الوطنية ، كأنها وئدت أو رجمت ! و حلت مكانها في المجال السياسي و الاجتماعي ، و الوجودي ، الطائفة و المذهب ، و الإثنية ، فصار الدفاع عن الطائفة ، حجة اتخذها " الفتوة " دون موافقة و توكيل من أكثرية المصنفين من الطائفة ، لجزها في الاقتتال ضد الطوائف الأخرى . تجهل الطائفة ، مفهوم الوطن و ضرورته . و الدليل الساطع على جهلها و تخلفها ، انها تستعين بالمرتزقة في قتالها ضد خصومها في الطوائف الأخرى ، خذ إليك مثلا على ذلك ، فرقة جيش الايغور في جيش الطائفة ، في سورية الطالبانية .
و في السياق نفسه ، و بصرف النظر عن موقفنا من مبادئه الفكرية و أدائه السياسي ، و صراعاته الداخلية ، فإن اللافت للنطر هو ما تعرض له الحزب السوري القومي الاجتماعي ، في لبنان و سورية ، من محاولات إجرامية هادفة لمحوه و طمسه ، دليلا على العداء الذي تضمره ،السلطة ، للأحزاب و المنظمات التي حملت مشروعا تأسيسيا للدولة الوطنية العلمانية . و لا شك في أن تمسك هذا الحزب بالقضية الوطنية هو سر بقائه استمراره بالرغم من الظروف الصعبة ، ينبني عليه أن اللبنانيين و السوريين و العراقيين و الفلسطينيين لو تمسكوا بالفضية الوطنية لكانوا اليوم اشد شوكة في الدفاع عن حقهم في الوجود و في تقرير مصيرهم بأنفسهم !
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |