القنبلة الذرية !

خليل قانصوه
2025 / 6 / 25


لا بد أولا من الإشارة إلى أن فحوى هذا الفصل تقتصر على ملاحظات لوقائع حرب الإبادة التي تشنها الدولة الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة و في الضفة الغربية أيضا ، المرشحة لان تشمل السكان في مناطق لبنانية و سورية ، و على إيران بداية من 13 . حزيران . يونيو 2025 ، بحجة تدمير مفاعلات انتاج الطاقة النووية التي إذا توفرت الكمية اللازمة منها صنعت أيران قنبلة ذرية و هددت بها إسرائيل !
و لكن من المعروف أن هذه الأخيرة لديها عددا من الرؤوس النووية التي توصلت لحيازتها و تطويرها بالتعاون مع فرنسا في سنوات الخمسين و الستين و دولة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل سنة 1991 ، و بالتالي كان منطقيا ألا تعطى إسرائيل هذا السلاح " البربري " ، مقابل إخضاع أيران و غيرها من الدول التي لا تمتلك أسلحة ذرية ، لمراقبة و كالة الطاقة الدولية التي تسوسها دول تخزّن في ترساناتها أطنانا منها.
و لكن لسنا هنا في سياق البحث في هذه المسألة التقنية و القانونية أو العلمية ، لذا نكتفي بما تقدم لنقول أن حظر السلاح النووي على أساس قانون تمييزي ، لا يعدو تعبيرا عن مفاهيم مغروسة في ذهنية استعمارية ، هي في جوهرها ، عنصرية ، توسعية ، و إذا تصور لها الآخر مختلفا طردته أو قتلته . نذكر في السياق نفسه ، أن رأس " إسرائيل" استعماري غربي أما جسمها أي غالبية سكانها فإنهم لا يختلفون عن سكان الدول المستعمِرة الأخرى . تحسن الإشارة أيضا بهذا الصدد ، إلى أن نصف السكان اليهود في إسرائيل هم من سكان الدول العربية سابقا و بالتالي أن تعداد اليهود الأوروبيين 3،5 مليونا من 7 ملايين من اليهود ، إلى جانب 7 ملايين فلسطيني ، في إسرائيل و الضفة الغربية و قطاع غزة! أذن نحن في هذه المسألة إزاء معادلة مطابقة تقريبا ، للمعادلة السكانية في جنوب إفريقيا ، و التي بررت بحسب الذهنية الاستعمارية ، التمييز العنصري . ولكن الغريب أن هذه المعادلة مموهة و مغيبة في و سائل الإعلام وبحسب القانون الدولي ، نشير هنا إلى قرار الجمعية العامة في الأمم المتحدة ، رقم 3379 ن في 10 نوفمبر 1975 ، يصف الصهيونية " بانها شكل من اشكال العنصرية و التمييز ، و بأنها تشكل خطرا على الأمن و السلم العالميين " ، قبل قرار الجمعية العامة بإلغائه في سنة 1991 ، بعد حرب الخليج و سقوط الاتحاد السوفياتي !
بالعودة إلى موضوع القنبلة الذرية التي تريد إسرائيل امتلاكها حصريا ، نقول أن هذا شرط لاستكمال مشروعها الاستعماري الاستيطاني الكبير " من الفرات إلى النيل " ..هذا يعني الاستيلاء على مساحات إضافية و إخلاء سكانها الأصليين بالقوة ، و توطينهم في أماكن أو بلدان أخرى ، حيث لا يمكن أن تتوفر لهم الظروف الملائمة للمقاومة استرجاعا لحقوقهم المسلوبة . و من البديهي أن هذا يتطلب تغيير مناهج التعليم و "تصحيح " المعتقدات الدينية ، و من المعروف أن هذا يجري على قدم و ساق منذ سنوات 1990 ..

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي