|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 6 / 22
توحي الأحداث الجارية ، انطلاقا من قطاع غزة ، منذ السابع من أكتوبر ، تشرين أول 2023 ، بأن القوى المحلية في المشرق السوري ـ العراقي وفي شمال إفريقيا ، تحاول الالتحاق بأحد فريقي الصراع على الصعيد العالمي ، فريق يحرض ضد مواجهة " عدو مشترك " يصوّره لنفسه ، وثان يخشى معاودة نوبات جنونية تنتاب الأول بين الفينة و الفينه. لنقل أن الانحياز لهذا المعسكر أو ذاك ظهر و تعمق ، توازيا مع اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير ، شباط 2022 ، حيث أعلنت روسيا ، اعتبارا من هذا التاريخ ، " عدوا مشتركا " في دول أوروبا و الولايات المتحدة الأميركية و أتباعهم في المعسكر الغربي . في حين أن عددا كبيرا من دول العالم ، سميت بدول " الجنوب الشامل " أبدت تعاطفا مع روسيا ، كونها في نظر هذه الدول ، تتعرض لخطة غربية استعمارية غايتها اسقاط الدولة في روسيا و تقسيمها !
الغريب بهذا الصدد أن امتدادا لطوفان الأقصى و ربما يكون أيضا نتيجة للهزيمة التي تعرضت لها قوى المساندة و التصدي ، في لبنان و سورية و العراق ، و لمسارعة دول الغرب الأوروبي و الولايات المتحدة الأميركية إلى مبايعة بدائل يحلون محلها ، بدأنا نسمع " حيث وقعت الواقعة " ، كلاما عن " عدو مشترك "، متخيّل ، متمثل بدولة أيران!
الإشكال هنا ، هو في استخدام مصطلح " منسوخ " عن مفردات الخطاب الاستعماري الاستعلائي الغربي . بالرغم من تكرر التجارب المرة ، أمام خيالات اصطنعت " للثورة " و " الديمقراطية" و " الحرية " ثم نصبت في صحاري البلدان العربية الجرداء ، ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا ،
و من و جهة نظرنا ،لو أردنا إيجاز هذا كله بطريقة تبسيطية ، لقلنا أن الفوضويين و الانتهازيين و " الفتوة "ورجال الدين و المتعاونين مع الدول الغربية الاستعمارية ،عرّابة مفهوم خيالات "العدو المشترك "، يتواجدون دائما في الصفوف الامامية ضد هذا الأخير "المتخيل" حتى اقتلاعه .لكن المفاجأة هي في ان الدول الاستعمارية تخرج دائما ، في الوقت المناسب ، خطة بديلة ، شهدنا حتى الآن نماذج منها ،على الأقل في ثلاث بلدان !
لا نزعم بهذا الصدد أننا نعرف عن السلطات فيها ، التي خرجت من تحت كساء خيال " العدو المشترك " ما صار معروفا للقاصي و الداني ، لذا نكتفي بالإشارة إلى بعض المتغيرات التي نجمت عن تنصيبها " حجابا " اسودا ، يخفي تقسيم البلاد ، و حكامها الحاليين ، و مواقع المستعمرين فيها ، و عمليات التجفيف و التعقيم التي تتعرض لها . فنحن لا نستطيع القول على سبيل المثال ، أي " ليبيا " من الليبيتين " ، انهت فترة ترويضها و تأهلت لأن تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل . و السؤال نفسه يطرح على الأرجح ، فيما يخص مرحلة ترويض سورية ، و العراق و لبنان .. و الحبل على الجرار ، لا سيما أن الدول الغربية أوكلت إلى الإسرائيل أنجاز " العمل الشائن " نيابة عنهم ، على حد قول المستشار الألماني !
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |