من بوح المعاني الكواسر

عبد العاطي جميل
2025 / 6 / 21

أ ــ ...
صوت الموج ينادي ، فلبي يا قلب رغبة النداء .. لن يتوقف الوقت عن سيره الملحاح ، ولو طارده استجداء الانتظار ..
أيتها المتيم بماء المجاز المنحاز ، وبرعشة اللقاء ، بادر .. فالفصول دونك تمضي ، إن لم تهاجر ..
لن تلقى على رصيف انتظار من تهواه يسراك .. غامر بكل حواسك بين السطور الحبلى ، والمعاني الكواسر .. لن تنال المنى إن هي لم تغادر .. والصمت أحيانا يهلك فتوة الوصال إذا العين لم تنب ، ولم تكابر .. سيظل الجفاء سيد الورى ، يقود ولع الولهان إلى جحيم المقابر ..
صوت الموج الحائر مثلما هو صوت الحبيب عند هياجه ، يحاكي هبوب الثائر ...
ب ــ ...
كيف لا تمطرني ببهجتها الحمقاء ، وهي بنت البهجة .. كخذروف بين دروبها تدور في لهفة الطفولة .. أو كنخلة فرعاء نمت ، سعفها تحاكي شعرها المترامي الأطراف ، تجود بملامح بلحها وتمرها على امتداد الفصول ..
وأنا ابن البحر المحيط .. تحيط بي الخيبات .. أترعرع كشجر الأركان أو العرعار ، أقاوم شغبي وجحود السماء.. رغم سيول الأدعياء ، والأدعية التي لا تتوقف في المعابد ، مرفوعة باسم الكبار ، مجرورة باسم الصغار ..
فأراني طفلا عنيدا ، لا يصدق حكايات الجدات اللذيذة ، ولا قصص الأطفال في المدرسة ، ولا بطولات الملوك والمماليك وخرافاتهم ، وعطف الأميرات والأمراء على الفقراء والمحتاجين .. طفلا ينآى عن صلوات الاستسقاءات والاستخارات والتراويح والأسفار والتعاويذ والمباخر ... وكأن لهم منطقهم ولي منطقي ألاحقه إلى طريق المتاه ...
ج ــ ...
وكأنها صارت تسكن في مخيلتي ، كلما حملت قلم الرصاص كي أخفف ما بي من حزن حل بي .. وأنا أرى الدماء تباح .. تخترق كل التضاريس ، بلا بوصلة ، بلا دليل ، خبط عشواء تتسكع على خرائط المستضعفين ..
وهي تخرج عن غواية صمتها ، تقول لي :
" ... هي ذي خطوطي الحمراء ، فلا تقربها .. كي يظل مجاز الوصال بيننا ربيعا أخضر ، على سرير الوقت المتاح .. أريني خطوطك الخضراء كي أدربني على تجاوزها خطا .. خطا .. خطا . على مهل ، فأنا أعرف أنك لا تقوى على الخطو .. ولا على الحبو في اتجاه خطوطي ، دون أن أمنحك مفتاح السراح ..." ...
.........................................................................
يونيو 2025
...............

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي