|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 6 / 6
استنادا إلى أحداث السنوات الماضية ، يمكننا القول دون حرج انه لا يوجد زعيم عربي يستطيع البقاء في منصبه بالرغم من عدم رضى الولايات المتحدة الأميركية عنه و استطرادا إسرائيل أيضا . من المعروف بهذا الصدد أن سقوطه يقع في نهاية سيرورة تطول مدتها و تختلف وسائلها ،بحسب الظروف ، و لكن هذا ليس موضوعنا هنا ، فما نود تسليط الضوء عليه هو أن الحاكم في الدولة العربية ، و هي دولة غير مكتملة ، لذا ننعتها بشبه الدولة ، يكون عادة مرتبطا فعليا ، بعلاقة مباشرة بالولايات المتحدة الأميركية و من خلالها بإسرائيل ، و هي العلاقة الأساس . هذا من جهة أما من جهة ثانية فهو يرتبط بالناس ، على اختلاف طوائفهم و عشائرهم ، بعلاقة ذات تأثير محدود على بقائه او بتعبير أكثر دقة على تمديد فترة حكمه أو على تعجيل أوان الانقلاب أو " الثورة" ضده ، بعد أن اصطنع جيشا " مرتزقا " يدفع عنه الخطر ، بديلا عن الجيش الوطني !
جسّد " الربيع العربي " قبل انتهائه على الأرجح في سورية بإقفال "وكالة الولايات المتحدة للإنماء الدولي : USAID " ، هذه العلاقة الفعلية التي ألمحنا لها ، بين سلطة الحكم من جهة و أميركا و اسرائيل من جهة ثانية ، حيث أنتجت كما هو معلوم اقتلاع الحاكم في أربعة بلدان عربية . بواسطة تحالف ضم في الواقع جماعة الإخوان المسلمين أو بعض أفرعها و الحركة الوهابية . لا نظن أن إثبات تبعية السلطة " الثورية" حيث تم " حل الجيش " أي في كل من العراق و ليبيا و سورية ، للولايات المتحدة وإسرائيل و هما في هذا السياق يشكلان فريقا واحدا ، يحتاج إلى أدلة . نذكر هنا بدور اللوبي الصهيوني في العراق و في ليبيا . أما فيما يتعلق بسورية فيخشى استنادا إلى ما يتناهى إلى العلم أن تكون المسألة أبعد من التبعية وصولا إلى حد الشراكة في التراب الوطني السوري و إلى فرز السوريين على أساس تراتب طائفي و إثني و ذمي و اتباع بدعة يستحقون القصاص قبل يوم الدين .
أما عن علاقة السلطان الحاكم ، بالرعية ، فهي في لبها كما لا يخفى ، علاقة خدماتية مادية ، بين إقطاعي و أجير ، لا تعبر غالبا عن انتماء إلى وطن أو التزام بواجب في خدمة قضية أو عقيدة ، ما يمنح حرية تكاد أن تكون مطلقة للمستخدم و الخادم في تبديل ولائه دون ان يحسب حسابا لوازع و طني أو عقائدي أو أخلاقي .من البديهي أن مثل هذه العلاقة تكون عادة متقلبة و مضطربة ، الامر الذي يعيق تشكل الوحدة الاجتماعية و نشوء الأمة الوطنية ، و لكن على العكس هي تشرع الأبواب امام أميركا و إسرائيل ، و الإخوان المسلمين و الحركات الوهابية .
نصل بعد هذا كله إلى مسألة الجيش المرتزق الذي يصطنعه الحاكم كأداة لسلطته ، حيث رأينا أنه يمكن تفكيك مثل هذا الجيش ، كما لا حظنا في العراق و ليبيا و سورية ، على خلاف ما جرى في مصر ، حيث بقي الجيش موحدا ، متراصا ، حاضرا و شاهدا و مشاركا ، في كل مراحل السيرورة التغييرية ، إلى ان سمحت له الظروف بالإمساك بكل خيوط اللعبة . استنادا إليه ، لو كان الجيش في البلاد التي تفككت تحت وطأة الضغوط الأميركية و الإسرائيلية على شاكلة الجيش المصري لما " ازهر الربيع العربي " فيها و لكانت الأوضاع فيها افضل ، ولكن هذا موضوع آخر !
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |