|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 5 / 30
الاحتفاليات الأربع !
إن موضوع هذا الفصل هو بالتحديد تحول " الاحتفالية الفنية " اجتماعيا توازيا مع الانتقال من حقبة "سياسية وطنية " إلى أخرى و محاولة سبر العلاقة بين "التظاهرة" من جهة و بين " المقصود " من جهة ثانية ،أو بتعبير أدق الإنصات للأصداء الاجتماعية التي تتردد في أجواء "الاحتفالية الفنية " و استطرادا في " التظاهرة الجماعية المرئية و المسموعة " .
نسارع للقول أن هذه التوطئة تمهد في الحقيقة لدعوة إلى التفكر في تساؤلات أكثر مما تعِد بإجابات عليها، ففي أغلب الظن أننا في مجال " الاحتفالية " كما في مجالات أخرى ،امام أسئلة لا نملك إجابات عليها كما نجهل أصلها و أسباب النبش عنها و إحيائها و ما هي الغاية من هذا كله .
لا شك في أننا نتطرق لموضوع واسع جدا و ذي تفاصيل عديدة ، يصعب علينا مقاربتها ، لذا و توضيحا لما سيأتي فإننا نضعه في ضمن أربعة معالم هي على التوالي :
ـ احتفالية عرض أوبرا عايدة في زمن الخديوي أسماعيل سنة 1871، في مصر ، حيث يمكننا أن نتخيل أن الجماهير الشعبية في مصر ، لم تكن مدعوة لحضورها و أنها لم تسمع بها كثيرا ، و ان الحضور اقتصر على الطبقة الارستقراطية و ضيوفها من ممثلي النفوذ الأوروبي المتنامي في عصر النهضة الغربية !
ـ حفلات أم كلثوم الغنائية ، حيث كانت تضج بها دنيا العرب من " المحيط إلى الخليج " بواسطة الإذاعات و التلفزيونات ، و كنا نكتشف أحيانا في مقدمة الحضور بالصورة ، الرئيس المصري جمال عبد الناصر نفسه و كبار مساعديه .
ـ يمكننا القول أن عهد عبد الناصر بدأ يغيب بعد هزيمة جزيران 1967 و أنه غاب نهائيا ، بعد حرب 1973 ، حيث نعتقد أنه بعد هذا التاريخ أخذت تظهر " احتفاليات دينية إسلامية " راحت تتمدد لتملأ تدريجيا " المجال الحيوي " إذا جاز التعبير ، لتجفيف منابع نهضة الحركات الوطنية في مصر و في غيرها من البلدان التي توافرت فيها الشروط الملائمة لإنجاح تلك الاحتفاليات . من المعلوم بهذا الصدد أن بعض هذه الشروط ما هو اقتصادي و علمي و اجتماعي و سياسي أيضا ، و أن الذهنية الاستعمارية العنصرية كانت محفزا رئيسيا قويا للدول الغربية على توليدها .
ـ الاحتفالية " الثورية " الإسلامية : ربما يكون الوقت ما يزال مبكرا للكلام عن هذه الأخيرة ، حيث يعتقد المشرفون عليها ، على الأرجح ، انها نقطة " نهاية التاريخ " الوطني العربي .مهما يكن فإن أبلغ تعبير عن طبيعتها تجسده من وجهة نظرنا ، صورة جمعت في الرياض أخيرا ، بلا قناع ، الرئيس الأميركي و الأمير السعودي و معهما الجولاني! لا شك في أن الأقنعة لم تعد لازمة بعد أن صارت المشاركة في الكرنفال "فرض واجب "!
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |