المكروه و المكروه أكثر !

خليل قانصوه
2025 / 5 / 24


" سكن اليهود هذه الأرض في قديم الزمان ، وأنا يهودي سليل جماعة من اليهود الشرقيين أو من الخازار في شرق أوروبا ، الذين تهودوا في و قت من الأوقات ، أردت العودة إليها هربا من فرط الحب و الكراهية لليهود ، في آن واحد أو بالتناوب ، أو بتعبير أدق هربا من ذروة الكراهية التي تتمظهر حباً .
إن عودتي إلى " الأرض التاريخية " تولد في ذاتي عقدة ذنب ، ولكني أشعر أني مجبر على ارتكابها ، مدفوعا بحب " الغرب " لي ، الذي و ضع أساليب عودتي و أعطاني الوسائل اللازمة لذلك ، كما حدد أهداف العملية !
يخامرني الشك في أن " الغرب " الذي استحق عن جدارة ، صفة الاستعماري المتوحش ، و لكن لست هنا في معرض التوسع و البسط في هذا الموضوع ، كلفني هذا الغرب المتوحش ، أنا المكروه منه " عنصريا " بأن أكره أيضا "عنصريا " ، أقواما يرغب في إجلائهم عن مواطنهم و الاستيلاء عليها " من أفكار متخيلة !
هنا تبرز إشكالية ، لا مفر من معالجتها كشرط للنجاة من " الكراهية العنصرية" ، حيث لا نجازف بالكلام أن أصلها في صلب مفهومية " الإنسان المتوحش " ، تبريرا للتوسع و الاحتلال و الاستعباد و الإبادة .
بصرف النظر عن الأسباب الموجبة للعودة من بلدان " الغرب " إلى " الأرض التاريخية ، أرض الأجداد " في المشرق ، حيث بلاد الشام و ما بين النهرين ، فمن المعلوم أنها لم تكن ممنوعة ، ناهيك من أن أتباع الديانة اليهودية كانوا متواجدين ، قبل الحملات الاستعمارية البريطانية و الفرنسية ، و قبل الحرب العالمية الأولى في جميع المدن و الأقطار التي دخلها العرب على اختلاف أصولهم الاثنية ، دون استثناء ، وسواء خرج اليهود من العراق أو من شبه جزيرة العرب ، على ذمة الباحثين في التاريخ ، فإن قبائل اليهود و العرب و بطونها ، تجاورت و تخالطت و تحالفت أحيانا وتنازعت أحيانا أخرى ضمن سياقات ظروف العيش . كانت إذن أبواب العودة مفتوحة . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن المرويات عن الشرق في تلك الأزمنة لا تفيد عن تصفيات عنصرية وهذه الأخيرة تختلف من حيث الجوهر عن النزاعات بسبب الكلأ و الماء .
استنادا عليه نستطيع القول أن سوابق اليهود في الأقطار العربية ، المشرقية والمغاربية تدل على أن العلاقات بينهم و بين المكونات الاجتماعية الأخرى تختلف جذريا عن نظيراتها في المجتمعات الغربية بين اليهود من جهة و غير اليهود من جهة ثانية . تحسن الملاحظة هنا إلى أن جزءا من اليهود في الأقطار العربية ، انخرطوا في الحملة الاستعمارية الغربية الاستيطانية التي توكلت بها الحركة الصهيونية ، في فلسطين و جوارها ، بالرغم من أن هؤلاء لم يعانوا ما عاناه اليهود الأوروبيون عندما كانت حمى العنصرية تعاود المجتمعات الأوروبية ، و بالتالي فإن سلوكهم يحاكي في جوهره ، سلوك المتعاونين مع العدو ، المعروف جدا في المجتمعات الشرقية ، و مرده من و جهة نظرنا ، لأسباب عديدة ، وله تجليات مثل الخيانة و الرشوة و إهدار حقوق الضعفاء و التمييز على أساس طائفي و عشائري ، و لكن هذا موضوع آخر !





حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي