|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 5 / 11
لا جدال في أن محاولة السلطة الإسرائيلية القضاء على غيتو قطاع غزة ، المستمرة منذ عام و نصف العام ، توازيا مع التمهيد لعمليات مماثلة في الضفة الغربية و في جنوب لبنان و سورية ، و ما نجم عنها من ضحايا تجاوزت مئات الألاف من القتلى بواسطة السلاح و الجوع و العطش و المرض ، سوف يكون لها أثر عظيم في النفوس و في تبلور المفاهيم و رسم المواقف ، لدى الناجين من المجازر و المنفيين من بلدانهم ، وهم المعذبون الجدد في الأرض ، الذين شاركت دول عديدة في مقدمها دول غربي أوروبا و الولايات المتحدة الأميركية في محنتهم بتواطؤ من شبه الدولة العربية .
يعتقد كثيرون من المفكرين و الباحثين ، في علوم الاجتماع و الاقتصاد و السياسة ، أن لانزلاق هذه الدول في الجريمة العنصرية ، خلفيات تتمثل في تعادل ميزان القوى عسكريا و اقتصاديا على الصعيد الدولي أو أنه صار مائلا لغبر صالحها ، بينها من جهة و بين قوى عالمية قطبية صاعدة ، ترفض هيمنتها من جهة ثانية .
يتجلى ذلك في حروبها الدموية ، المتزايدة و الفاشلة ، و في تدهور علاقاتها بشعوب بلدان في إفريقيا و آسيا و أميركا اللاتينية ، كانت مستعمرات لها ، تغرف منها المواد الأولية اللازمة في نهضتها العمرانية ، و اليد العاملة الرخيصة في مصانعها ، و العساكر في حملاتها الاستعمارية و في الحروب فيما بينها .
توصلنا هذه المقاربة الى استنتاج خلاصته أن الحروب المتواصلة منذ سنوات 1970 جعلت بلدان الشام و العراق ارضا خرابا ، لا يشرف عليها نظام و لا يخضع العيش فيها لقانون . فلا نجازف بالكلام أن الولايات المتحدة الأميركية لم تبق إلا إسرائيل و تركيا إلى جانب كيانات شبه الدولة في شبه جزيرة العرب المتصالحة مع الأخيرتين.
نتساءل استنادا إليه عن المصير الذي ينتظر أرض العراق و الشام . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية . ماذا تمثل إسرائيل و تركيا و شبه الدولة الخليجية في المشروع الأوروبي ـ الأميركي ؟ هل أنها نشكل معا رزمة لا تتجزأ ؟ و بالتالي هل يمكن ان يتخلى عنها أصحاب هذا المشروع ، أو يقبلوا شراكة فيها مع الصين أو روسيا ؟
وفي المقابل ، هل يوجد منطقيا ،أمل جدي بنهوض الدولة الوطنية في بلاد الشام و العراق ؟ لا نبالغ في القول أن قيام هذه الدولة أستعصى حتى الآن . لا شك في ان مرد ذلك لأسباب كثيرة . الرأي عندنا أن الدين واحد منها ، كونه حال دون نشوء اجتماع وطني ، كما كان دائما مساعدا على إيقاد الحروب الداخلية و مشجعا على التعاون مع القوى الخارجية . نجم عن ذلك أن الورشة الوطنية في هذه البلدان تختصر بحكاية " ابريق الزيت " الموعودة و لكنها غير موجودة ، يبنون مدماكا ثم يسقطونه ، و هكذا دواليك . فلكل فريق رأي نهائي في الدولة يتعارض مع اراء الأفرقاء الآخرين .استحالة البناء من استحالة التوافق . يرجع ذلك على الأرجح لديكتاتورية العصبيات ، التي تحرم الصلح مع " أعداء " الداخل " . يغلب حق العصبيات في التعبير بحرية على حق الفرد !
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |