قصة مستقبلية

ثائر ابو رغيف
2025 / 5 / 11

ألعام ٢٠٥٠، المكان مدينة نيو بغداد ، حيث التكنولوجيا تتشابك مع التقاليد، عاش "ياسين السني" و"زينب الشيعية" زوجان تحديا الصراعات القديمة بحبٍّ نقي. تزوجا رغم اعتراضات العائلتين، بعد أن وعدا بتربية ابنهما الوحيد "مالك" على مبدأ الاختيار الحر. اتفقا ألّا يفرضا عليه هوية دينية حتى يبلغ الثامن عشر، ثم يُترك له أن يقرر مساره
نشأ مالك في بيتٍ يُسمع فيه أذان الفجر وصوت دعاء كميل بصوت عباس صالحي، يقرأ "صحيح البخاري" بجانب "نهج البلاغة"، ويحتفل بعاشوراء ويوم مولد عائشة معًا. كان والداه حريصين على أن يُظهرا له جمال المذهبين دون تنافس، فاصطحباه إلى حوزات النجف وجوامع سامراء، وأخبراه بقصص علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان بذات الوقار.
لكن العالم الخارجي لم يكن متسامحًا. في المدرسة، سُخر منه لأنه "بلا هوية"، وفي الجامعة، حاول أقرانه جذبه إلى طرفٍ دون آخر. ذات يوم، عاد مالك غاضبًا
لماذا لا تختارون لي؟ أنتما جعلتموني غريبًا
أجابته زينب: "لأننا نريدك حرًّا، لا أن تكون نسخة منّا"
في صباح عيد ميلاده الثامن عشر، جلس الوالدان بقلقٍ في غرفة الصالة، بينما كان مالك في حجرته يكتب قراره على ورقة. بعد ساعات، نزل ومعه رسالةٌ مختومة. قال بابتسامة
اقرأوا معًا, فتحا الورقة فوجدا:
أمي، أبي، شكرًا لأنكما علمتموني أن الإيمان ليس بالوراثة، بل بالعلم وأن الأيمان وثوق ومعرفة قدعلمت من تأريخ أمي وطريقة أيمانها أن أهل ألبيت وهم آل فاطمة فقط : بعلها وأبيها وبنيها, وإنهم معصومون من الأخطاء. كيف يمكن هذا والرسول نفسه جاء مرتجفاً لزوجته خديجة والتي من دون عرفان بشرته بالنبوة؟ وكيف ألقى الأمام علي خطبته ألشقشقية وتداعياتها. كما علمت من تاريخ أبي إن عائشة أم ألمؤمنين خرجت على علي بن أبي طالب مطالبة بدم عثمان وكان فيما كان في جيشها إبن ألزبير وتذكرت من ألبخاري حديث يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار. فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه. علي بن أبي طالب كان من ألمبشرين بالجنة ولم تكن أمنا عائشة ومعظم من كان في جيشها وكذلك ألصحابي معاوية وجيشه في معركة صفين لم يكن من المبشرين بالجنة مهما حاول بعض علماء الفضائيات إسباغ لقب خال ألمؤمنين عليه رغم كونه من ألطلقاء, وقول ألرسول لعمار بن ياسر: ويح عمار تقتله ألفئة ألباغية وقد قتل في صفين على يد جيش معاوية.
نظرت في ألشيعة فوجدت فرقاً تفوق ألتصور فهناك الإصولية والإخبارية, الإسماعيلية وألزيدية, ألعلوية, ألدروز, ألكيسانية, ألواقفية وألبترية. أما أنت يا أبي فلك غيض من فيض فوجدت ألحنابلة, ألشافعية, ألمالكية, ألحنفية, ألصوفية (رغم وجودهم لدى بعض ألفرق الشيعية) والتكفيرية ألوهابية ممن عانت بعض الدول الامرين منهم.
أمي وأبي بغفلة منكم قرأت في معظم الأديان ووجدتها كلها تفرقت لملل ونحل كالمسيحية إلى أرثوذوكس وكاثوليك ومورمون وشهود يهوا إلى آخر ألمسبحة ووجدت أن ألبوذي الصيني لايشابه ألبوذي ألتايلندي وغيرهم بطريقة ألصلاة أو ألإيمان وأليهود ترى فيهم عدة فرق غير الإعراق كأشكناز وسيفارديم.
بسبب كل إطلاعي وسماحكم لي بشق طريقي لوجدي إخترت ألعدمية كطريق أخير.
ولدكم مالك
ملاحظة من الكاتب: قد أكون أدخلت يدي في عش ألدبابير لكنني سأرد على أي حوار يأتي من ألحوار ألمتمدن وليس من فيس بوك

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي