فتح سورية !

خليل قانصوه
2025 / 5 / 9


يتساءل المرء عما يجري في الحقيقة ، في بلاد الشام ، غزة و الضفة الغربية ، لبنان .. وسورية ، وسط التلميحات التي تتردد عن التوطين و الترحيل ، و المجازر الطائفية في سورية ، حيث من المحتمل أن تتمدد إلى لبنان ،. من المعلوم بهذا الصدد أن هذه المجازر مستمرة منذ عام و نصف العام في قطاع غزة و الضفة الغربية ، حيث بلغت في نظر الكثيرين من المراقبين مستوى الإبادة الجماعية بحسب تمييز عنصري ـ بواسطة القصف الجوي المدمر و القاتل وحصار التجويع المُذِبل للإنسان و الحيوان و التعتيم الإعلامي الشامل المفروض تحت الحراسة الشرطية و القانونية الدولية ،
لا نبالغ في القول ان الغاية المضمرة من وراء العمليات العسكرية في فطاع غزة و الضفة الغربية هي إفراغ هذه المناطق من سكانها بمختلف الطرق المعروفة ، إتلافهم أو طردهم ، إفساحا لمستعمرين يريدون الاستيطان مكانهم . هذه سيرورة بادرت إليها الدول الغربية ، و في طليعتها بريطانيا ، غداة الحرب العالمية الأولى ، و لا تزال متواصلة في الراهن ، في ظل توحش دولي متصاعد ، نتيجة تسيّد الولايات المتحدة الأميركية على هذه الدول .
اللافت للنظر أن هذه السيرورة المتمثلة بالترهيب و الترحيل ، تتجاوز منذ سنوات 1990 ، و سقوط الإتحاد السوفياتي واستبداد القطبية المتفردة ، حدود فلسطين لتشمل المشرق العربي ، العراق و الشام ، على شكل الفصل بين الناس على أسس إثنية وطائفية في إطار رسم خريطة سياسية جديدة في المنطقة ، تلائم مصالح دولة إسرائيل بما هي دولة القطبية الغربية في المشرق. نلاحظ بهذا الصدد ، تشجيع المنظمات الدولية الغربية لعدد كبير من السوريين على الهجرة إلى لبنان و الاستقرار فيه ، و الاستيطان فيه ، في مناطق معينة منه تحديدا ، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم درجة الاختلاف بين سكان هذه الأخيرة و المناطق الأخرى ، طائفيا و مذهبيا و ثقافيا ، في بلاد تسيطر عليها الانتهازية السياسية ، تحت إملاءات الدول الغربية ، بناء على هذه المعايير القرن وسطية .
بالانتقال إلى المسألة السورية ، بعد الإشارة إلى الهجرة منها ، نصل إلى الهجرة إليها على شكل جماعات من المرتزقة جاءت من بلدان مختلفة ،غالبيتها في اسيا الوسطى و في جنوب شرق أسيا ، و في شمال إفريقيا ، بتشجيع و تكفل دوليين ، للقتال في سورية ، في إطار حرب إسلامية ضد نظام الحكم ، من أجل استبداله بنظام إسلامي " شرعي " تحت رعاية من الدول الغربية .
بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، إن هذه " الهجرة الإسلامية " إلى سورية ، تحمل مشروعا سياسيا تريد فرضه بواسطة السلاح و " الشريعة " الدينية . استنادا إليه يجوز لنا نعتها بالحملة الاستعمارية الهادفة إلى احتلال البلاد و الهيمنة على سكانها ، ماديا و ثقافيا وسياسيا ، في سبيل وهم إحياء " الدولة الإسلامية " التاريخية

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي