|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 5 / 6
خرجت في سنوات 1970 ، إثر حرب 1973 ، الدولة المصرية من " الصراع" العربي ـ الإسرائيلي حول المسـألة الفلسطينية ، فقيل آنذاك " لا حرب من دون مصر و لا سلام من دون سورية ". من البديهي أن المقصود في ظاهر الأمر ، كانت الحرب التي تتصدى فيها " دول خط المواجهة العربية ، بمساعدة دول الخط الثاني ، لدولة إسرائيل مدعومة بشكل غير مباشر ، من الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوربية الغربية . حيث يعتبر بعضها أن إسرائيل هي غير شرعية و لكنها امر واقع ، تعويضا عما تعرض له اليهود في أوروبا في القرن التاسع عشر ، و انتهاء في الحرب العالمية الثانية ، من تمييز عنصري و إبادة جماعية ، بلغا ذروة الشناعة على يد النظام النازي في المانيا النازية ، في حين أن بعضها الآخر تقف إلى جانب إسرائيل ، في إطار مشروع " دولة إسرائيل الكبرى الغربية في المشرق العربي " باسم " الصهيونية اليهودية ـ المسيحية " ،تجديدا للدولة المسيحية الصليبية الغربية في المشرق ، في مطلع الألفية الثانية في التقويم الميلادي .
كانت إذن حرب أكتوبر 1973 ، آخر الحروب التي تواجهت فيها دول عربية مقابل إسرائيل . لكن أعقب ذلك حروب داخلية ، بين أفرقاء محليون ، في البلاد العربية حيث كان لإسرائيل و لحلفائها الغربيين ، أدوار رئيسة فيها ، تحاكي إلى درجة عالية ، الحرب التي دارت في الأردن في أيلول 1970 ، بين الجيش الأردني من جهة و فصائل المقاومة الفلسطينية . ثم الحرب في لبنان في سنة 1982 ، ضد نفس الفصائل ، التي شارك فيها كما هو معلوم ، الإسرائيليون و الأميركيون و حلفاؤهم الأوربيون ، و اللبنانيون و السوريون ، مباشرة ، بالإضافة إلى الدول الخليجية بشكل غير مباشر . يمكننا في هذا السياق أن نذكر الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ـ 1988 ) التي شاركت فيها أيضا جميع هذه الأطراف الفاعلة في المشرق العربي .
مجمل القول أن المطرقة الإسرائيلية التي قوّت الدول الغربية دائما تأثيرها ،أحدثت في مجتمعات الدول العربية شروخا عميقة و جروحا لم تندمل . فمن الطبيعي بهذا الصدد أن يعمق التعاون مع" الأجنبي ، العدو" التناقض بين أفرقاء النزاع الداخلي لا سيما ان العامل " العدو " يوفر لحليفة الداخلي ، نوعا من الحصانة ، حتى النصر في نهاية المطاف ، على خصومه . الاستعانة بالغريب على القريب هي خيانة ، حيث ما تزال ذهنية القبيلة حاضرة ، و هي أيضا دلالة على جهالة و قصر نظر ، على المدى المتوسط و البعيد .
من البديهي اننا لا نستطيع هنا الغوص في تفاصيل هذه المسألة لذا نكتفي بالإشارة إلى بعض الجروح الغائرة :
ـ العبث العنصري الإسرائيلي ـ الغربي ، حيال الفلسطينيين خصوصا في قطاع غزة و الضفة الغربية ، في حين أن النظام العربي يلتزم الحياد السياسي و الديبلوماسي ، الذي يشوبه في أغلب الظن التواطؤ الإجرامي !
ـ تآمر " السلطة الوطنية الفلسطينية " ضد الحركة الوطنية الفلسطينية في تصديها للاحتلال و لنظام التمييز العنصري .
ـ في لبنان : الاستعانة بإسرائيل في الحرب الأهلية ، التعاون مع قوات الاحتلال 1982ـ 2000 ، انتخاب رئيس للجمهورية تحت ضغوط هذه القوات في سنة 1982، مجزرة صبرا و شاتيلا في 16 أيلول سبتمبر 1982
ـ تمكين هيئة تحرير الشام من الإمساك بالسلطة في سورية ن مقابل التوسع الإسرائيلي في جنوب البلاد و تمدد النفوذ التركي في الشمال و إغراق السوريين بدماء المجازر الطائفية ، و ارباكهم في قوانين قرن وسطية ، و ترحيب دول الغرب بها !