|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 5 / 4
ليس من حاجة للدلالة و البرهان على أن " الإسلام السياسي " ممثلا بالفرق والجماعات المتشعبة أصلا عن جماعة " الإخوان المسلمين " او التي تشابهها ، يحتل مكان الصدارة في الحروب و الثورات و حركات العصيان التي تتوالى في بلدان العرب منذ نهاية سنوات 1970 . فمن الطبيعي إذن أن يتوقف المرء أمام هذا العامل الفاعل والمؤثر فيما يجرى متمثلا بمتغيرات و متبدلات عديدة ، من المحتمل أنها تمهد إلى تشكيل خرائط سكانية و جغرافية جديدة في المشرق العربي و في شمال إفريقيا ، ليتساءل عن المحفزات والأسباب و القوى و النتائج المحتملة !
لا حرج في القول أن " الإسلام السياسي " ، و حيدا أو مصحوبا بجوقات تَزين أفرادُها بحُلل زاهية تماشيا مع الموضة ، لتغطية زعيق "الإسلاميين " بخطاب ملفق عن الثورة من اجل حرية التعبير و كرامة الفرد ، ترك بصماته التي لن تمّحي ، حيث أراد الإمساك بالسلطة ، فلم ينجح أو تسلمها مؤقتا ، فقسم و فرّق و شرّد ، و كان ظلمه أشد و جبروته أفظع . أما المعارضون الثوريون ، فقد أدوا في ظاهر الأمر المهمة التي تو كلوا بها ، ثم سكتوا عن الكلام!
الرأي عندنا أن أطرافا أربعة شاركت بطرق متوازية في صناعة الكارثة التي ضربت بلدانا عربية في المشرق و شمال إفريقيا ، تحت عنوان " ثورة الربيع العربي" ،بمعنى ان كلا منها كان يهدف إلى اسقاط النظام واستبداله ، و لكنهم لم يكونوا في الواقع حلفاء فيما بينهم ،و أنما أفرقاء في خدمة أقواهم :
ـ لن نتوسع في البحث عن المشروع الأميركي ـ الأوروبي الغربي كما رسمت خطته في و قت كان أصحابه في نشوة النصر كما اعتقدوا ، على الإتحاد السوفياتي و على "التاريخ " ، ولا عجب إذا كانت هذه الخطة ملائمة للهيمنة الإسرائيلية ! تبدى هذا كله من خلال الحرب على العراق و فرض الحصار القاتل على سورية ، و تقسيم السودان ، و الحرب الأهلية في الجزائر و تخريب ليبيا و إضعاف مصر ! لا نجازف بالقول أن هذا المشروع كان هدفا كبيرا في " الربيع العربي " .
ـ أما عن الدور الذي اضطلع به المعارضون و الديمقراطيون فإننا نعتقد أنه " اقتصر على الإعلام و الدعاية " من خلال القنوات الخليجية ، بالتناوب مع الإخوان المسلمين ، انعكاسا لأقصى درجات الانتهازية او الجهل و الغباء ، في تسويق " ثورة أصولية و ديمقراطية " في آن واحد . من البديهي أن نشاطهم كان مطلوبا من الأطراف الغربية و مشكورا من الدول الخليجية . هذا من ناحية ، اما من ناحية ثانية ، فليس مستبعدا أن يكون بعض هؤلاء الديمقراطيين يطمع بالحلول محل الحكام في خدمة " السيد الأميركي " ، في نظام الثورة " الموعود".
ـ من البديهي بهذا الصدد أن نسلّم بأن الإخوان المسلمين و فروعهم من جهة و الثورة والتقدم و التنوير من جهة ثانية هم على طرفي نقيض . هذه مسألة لا تقبل النقاش الجدي. لذا نقتصب في هذا السياق لنقول أنهم كانوا فقط ، أدوات استخدمتها الدول الغربية و الدول الخليجية من أجل إجبار الإنسان في بلدان المشرق العربي و شمال إفريقيا على أن يتحرك حبوا و أن يعوي خافض الرأس ، قبل قتله رميا بالرصاص أو ذبحا أو رجما ، فلو كان لدى الإخوان المسلمين شيئا من المنطق لما طنوا أنهم يستطيعون الانقلاب على الذين يعدونهم بدولة الخلافة !
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |