![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبد العاطي جميل
2025 / 4 / 16
... بإمكانها أن تعتبر لقاءنا الأخير ، آخر لقاء .. وأن اللقاء القادم أول لقاء ، يبحر فيه أول القصيد .. ومطلعه الأثير .. فلن يكون بكاء على الطلل البالي .. لكن نسيبا يشغل البال ، من ألفي إلى بائي .. فيه سأتعرف علي ، من جديد .. فهي أبهى نشيد راودني في خفاء . تردده نبضات قلب شريد ، تتيه في غابة المجازات المنحازة الصيد ..
...............................................
... متى تعلم أنها قد أعلنت عليك انوجادها .. في اللقاء الأول ، وقد كنت مشغولا ، بترميم الجراحات الوثنية التي لا تندمل ؟؟ .. وأنت في غرفة الإنعاش ، تتسكع بين عناوين الكتب المغرية ، تتعقب أساطير مدن تلاشت وأخرى ، تجلت ناطحات سحاب ، لكنها لا تغري بالبقاء ..
...................................................
... جارفا ، كالنهر الأصفر ، كان حبها مدرسة ، ولم يكن سائلا .. من رغبتها ، كان الشوق يتدفق ، على حافة انتظار أخضر ، يسيل لعاب الحبر التواق ، يؤرخ شهوته ، خارج سطوة الولاء والبراء ..
حبره شاهد عليه ، يعزز انتماءه ، لرشاقة صمتها ، وصبرها عليه ..
فكيف له أن يركب موج الحياد الخسيس ، وهو يرفض أن ينفرط عقد العناق ، على يديه المنحازة لحبل الوصال المريح ؟؟ ..
.....................................................
... صورتها بالأبيض والأسود ، قد هزت أفق انتظاره ، يشتهيها القلب رفيقة ، يهديها من شطحاته الجذلى ، معزوفات ، نثرتها مواجد أوتاره ..
...................................................
... من حبها القاسي ، إليها في معبدها ..
كيف له الآن ، أن يجمع حروفه المشردة ، وليس بإمكانه أن يغادر دواته ، وبهجته الحمراء تترقب هلال العيد . يجيء بالغيب والغياب المرصع ببلاغة الانتظار . يأسر حلمه الأثير ..
قد آن للحبر أن يقدم آياته الحرى ، لجسد مرابط ، في خلوته الحسناء ..
...............................................
... " ليس من طبع الجميل أن يتجمل ... " ع . ع . جميل
..........................................................................
... في عروقها ترقد دماء الرغبة ، وعلى شفاه صمتها ، في الآن ، وهنا ، تدري ، أن شريك رغبتها الجليل ، قصير النفس ، لا يقوى على مجاراة عمرها الطويل ..
فهي لم تقل له : إنها ...
ولكنها ...
فكيف لها أن تمد يدها لغد مشلول ، يبشرها دوما بشبح الرحيل ؟؟...
..................................
... عاشق أخرق في هواها .. يسرق حبره وقلمه .. وأوراقه يهديها لها ، وهي لم تكن رفيقة حزنه المشتهى ، ولا كانت وطنه ، ولا تشبه أحلامه وأغانيه ، ولا تقرأ مزاج مجازه .. قصيدة تؤجل معناها ومغناها كانت ..
وكان يحرق أعضاءه الحسنى ، يداريها ويواريها ، ويهديها لها ، في عيد الفقراء ...
...............................
... ومزارع المجاز في ذاكرته لا تستجدي السماء ، ولا تستجير بالمطر ، في عروقها فيض الخواطر تروي خلايا الفجر .. تكتفي بذاتها ، خارج توسلات القدر ..
فكيف لا يرتقي المجاز المنحاز في سيره نحو البهاء :
من سؤال إلى تساؤل إلى مساءلة ، حيث الحساب والعقاب .. فلا مصالحة توقف النزيف ، وتلك هي المسألة ، فلا يجدي العتاب ..
فأزهار الجبال ، وطيور الرمال المهاجرة شاهدة عيان على ما يقترفون من جراحات لا تندمل ، تتجاوز الحدود ...
....................................
مارس 2025
.................
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |