أنا وجان جاك روسو .......................الثورة والحرية والحكم

ابراهيم خليل العلاف
2025 / 4 / 16

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وكما تعرفون ؛ فإن المفكر والفيلسوف والثائر جان جاك روسو 1712-1778 م ، كان من الذين ارتكزت عليهم الثورة الفرنسية ، وهو واحد ممن أجج اهمية وضرورة الثورة على النظام التقليدي القديم في فرنسا من خلال كتبه ومقالاته ونظرياته في العقد الاجتماعي بين الشعب والحاكم .الشعب يتنازل من خلال الديموقراطية عن حقه لمن يجكمه بشروط اهمها العدالة والمساواة والحرية .
جان جاك روسو كانت افكاره وتأثيراته غير مقتصرة على فرنسا وعلى اوربا بل وجدت لها صدى في بلادنا ووطننا العرب تعلمنا منه فصل السلطات وتعلمنا منه كيف نجهر بالحرية وتعلمنا منه حتى التربية الحديثة من خلال كتابه ( إميل) الذي يؤكد اهمية الثورة على الطرق القديمة والسقيمة في التربية والتعليم .
والدكتور طه حسين 1889-1973 عميدالادب العربي كان وما زال استاذنا في الدعوة الى التنوير والتقدم والعدالة والمساواة ورفض النظام القديم والسفاسف والخزعبلات وهو يعرف قيمة روسو وافكاره لذلك فهو
يقول ان تأثير جان جاك روسو لم يقف عند الدعوة الى الثورة وانما تعدى ذلك في دعوته الى نشر الديموقراطية ليس في اوربا وانما في الوطن العربي وخاصة بعد انتهاء الحرب العظمى يقصد الحرب العالمية الاولى وهكذا تعلمنا منه أي من روسو كيف نحكم وما نريد من المثل السياسي الاعلى وهو من خلال كتابه الذي ترجم الى اللغة العربية منذ زمن بعيد وترجمه الاستاذ عادل زعيتر واقصد كتاب (العقد الاجتماعي ) بات معروفا ومفهوما وانعكست آراءه ومنطلقاته حتى في صياغة الدساتير العربية وبرامج الاحزاب العربية الليبرالية وحتى الاشتراكية التي اهتمت بالانسان ودوره ونضاله من اجل العدالة والحرية والمساواة .وهنا وانا كاتب هذه السطور اقول انني عرفت الثورة الفرنسية قبل ثلاثة ارباع القرن وعرفتُ من خلالها كيف يجب ان نثور على الظلم والاستبداد ولماذا نثور وكيف يجب ان نبني مجتمعاتنا على العدل والمساواة .
عرفتُ ان جان جاك روسو كان ثائرا وكان كاتبا اجتماعيا وكان يقول ان الشعب هو مصدر كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وان الحكومة لكي تكون مقبولة ومشروعة عليها ان تستند الى ارادة الشعب ارادة الناس وان اساءت او اخلت بشروط العقد الاجتماعي فمن حق الشعب ان يثور عليها وان النواب هم ممثلي الشعب وخدمه في البرلمان والحكام كلهم خدم للشعب فهو من يجيء بهم الى دست الحكم وهو من يستطيع طردهم وخلعهم والتخلص منهم .
ويقينا ان ما اعاق هذه الامة اولا الاستعمار وثانيا الحكام المتخلفين والمتسلطين والطغاة وثالثا الطبقة الرجعية المتسلطة واخيرا الفكر السياسي المتقنع بالدين . لذلك ظلت احوالنا كما ترون تراوح في مكانها وان اردنا النهوض فعليا ان نعود الى الجذور والاصول وما تعلمناه من المفكرين الانسانيين عبر التاريخ . .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي