![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
نبيل عبد الأمير الربيعي
2025 / 4 / 16
الصديق النابغ والمثقف، والشخصية السياسية والاجتماعية، الأخ محمد مهدي العبيدي (شقيق الفنان التشكيلي المغترب بشير مهدي)، والمعروف لدى زملائه وعوائلهم، محمد الأخ والصديق رحمه الله، انتمى وهو في عزِّ شبابه إلى منظمات الحزب الشيوعي العراقي، وكان من بين شباب الديوانية وردة المجالس ورأسها وتاجها، ترك تأثيراً كبيراً في حياتنا السياسية والاجتماعية وأوقات نضالنا ليلاً ونهاراً، لم يمر يوم إلاّ وكان على ألسنتنا تعليق ذو مغزى أو فكاهة ساخرة من فكاهاته، كان يعدّني من أعزِّ وأقرب أصدقائه، ويفصح عن ذلك الشعور العالي إزائي في كلِّ المجالس واللقاءات المختلفة.
بدايةً عرفته مسؤولاً حزبياً لي، لتستمر سنوات صداقتنا في جامعة بغداد، أنا في كلية الإدارة والاقتصاد/ فرع المدرسين التجاريين، وهو في كلية الآداب/ قسم الاجتماع، كان محمد كما ألفناه وعهدناه مرشداً سياسياً، وفي تلك الآونة رتّب وأدار جلساتنا الشخصية، كان يتحدّث ويظهر مثقفاً متمكناً ومتمرساً في النضال السياسي الطويل، ومهيمناً قديراً في الحديث حول السياسة والثقافة في جلساته الخاصة، وكان له موقعه الخاص في جلساتنا الأخرى، ويسود الضحك والنكات المليئة بالأمثال المشبعة بطابع وجو خاص بالديوانية، جلساتنا الأخرى التي ضمّت أصدقائنا الأعزاء، كان محمد كادراً متقدماً في الحزب الشيوعي معروفاً لدى تنظيمات الطلبة في المدينة.
صديقنا ومسؤولنا في إتحاد الشبيبة الديمقراطي إحسان محمود أغا صدري، كان يخلط الفكاهة والتندّر بالسياسة والأمور الحزبية، ذاق إحسان سنوات عدة مرارة التهجير والإبعاد إلى إيران بسبب تبعيته، وبسبب نضاله الحزبي في تنظيمات الحزب الشيوعي، عند التهجير كان في المرحلة الثالثة/ كلية الزراعة/ جامعة بغداد، كان إحسان مع صديقه شاكر عارية يتنابز بالألقاب ويغمز ويهمز ويجيد فيها.
سعد ظاهر (صاحب تسجيلات الثورة)، كان ينادي شاكر عارية بـ(الفيلسوف التقدمي)... ويدعو الآخرين بـ(باشا) و(بروفسور فاشل)، كان يقسّم أصدقاءه ويوكل إلى كلِّ فئة وقسم مهمة، توافرت لديه أسماء وألقاب خاصة لمن يحضر في الموعد المحدّد ولمن يتأخر عنه (عظماء، شرفاء، حقراء)، كان العظماء من كانوا يحملون إليه شيئاً دسماً، ويليهم الشرفاء في المرتبة، ومن كان مقصّراً ومتكاسلاً ويتأخر بدون أنْ يحمل إليه شيئاً معه، فكان يضعه في قائمة الحقراء، مرة تأخر أحد الأصدقاء كثيراً، فقال لسعد، معلوم وأكيد إنّني في قائمة (الحقراء) فقال له خسئت! بل إنَّك في قائمة (أسفل السافلين)، لأنّك لم تأتِ بشيء لي، كان سعد يدرس خارجي في الصف الثالث المتوسط معنا في البستان أو تحت ضياء أحد أعمدة الكهرباء ليلاً، المقابلة لدار المرحوم عبد الهادي العامري (مدير بلدية الديوانية سابقاً)، فكان أغلب الأصدقاء يضيّعون الوقت والمزاح معهُ، ولذلك كنت أتهرّب منهُ عندما يأتي ليلاً للدراسة، كان يحمل نفساً طيبة، يحمل دائماً معهُ الآيس كريم من مرطبات كتاب النجفي القريبة على محلّه، أما أخوه مجيد فكان يؤدي إمتحانات الصف الثالث المتوسط الخارجي ويرسب في كلِّ سنة، حتى وصلت سنوات رسوبه ثلاث، فكان يدرس معنا وعندما نتابع طريقة حفظه لسور التربية الإسلامية كان يقرأ البسملة أكثر من خمسين مرة كي لا ينساها، ثم نجح وأكمل الثانوية في صناعة الديوانية وتعيّن معلماً فيها. ولا انسى اصدقاء العمر عبد الرحيم جبار عذيب ومحمد كاظم شاكي وحمدي وعبد المجيد السامرائي، فقد توطدت علاقتي بهم منذ عام 1976م ولغاية كتابة هذه السطور.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |