![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
زياد الزبيدي
2025 / 4 / 16
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية
8 أبريل 2025
أثارت المفاوضات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن اهتمامًا كبيرًا من السياسيين والخبراء. والحقيقة أن زيارة نتنياهو تم الإعلان عنها دون تحضير مسبق. علاوة على ذلك، ألغى البيت الأبيض فجأة مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا لقادة البلدين، ولم يُسمح بدخول المكتب البيضاوي سوى لعدد قليل من الصحفيين الذين طرحوا أسئلة مُعدة مسبقًا. بالإضافة إلى ذلك، أعلن البروتوكول الأمريكي أن مدة لقاء ترامب ونتنياهو ستقتصر على ثلاثين دقيقة فقط، مما أثار تساؤلات حول كفاية هذه الفترة القصيرة لمناقشة القضايا المعقدة على جدول الأعمال. وهذا في وقت، كما تكتب الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست"، "يغلي الشرق الأوسط بالأزمات الداخلية والإقليمية". تتلخص هذه الأزمات في النقاط التالية:
- البرنامج النووي الإيراني.
- الوضع في غزة
- والتوترات التركية – الإسرائيلية في سوريا.
الارتجال الدبلوماسي الأمريكي يقود الخبراء إلى الاعتقاد بأن الهدف الحقيقي لاستدعاء نتنياهو إلى واشنطن قد لا يكون له علاقة كبيرة بما نُشر عن الموضوعات التي نوقشت علنًا. لذلك، ظهرت تكهنات حول إحتمال أن تكون الولايات المتحدة تعدّ خلف الكواليس لـ"حدث محدد" أو "مسار استراتيجي جديد". بل إن بعض الخبراء يعتقدون أن "نتنياهو اضطر لسماع آراء من ترامب لم يكن يرغب في سماعها، وفوجئ بها".
الموضوع الرئيسي هنا هو إيران. حيث أخبر ترامب نتنياهو أن الجانب الأمريكي "يجري محادثات مباشرة مع إيران على مستوى عالٍ جدًا" حول توقيع اتفاق نووي، ورغبته في "إشراك إسرائيل في هذه العملية". ووفقًا لتقدير ترامب، "ستتوج المفاوضات بالنجاح لتجنب امتلاك إيران للأسلحة النووية"، مؤكدًا أن "التوصل إلى اتفاق مع إيران هو أولويتنا".
أما بالنسبة لغزة، فقد ذكر ترامب أن "الإدارة تعمل بجد للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في القطاع".
كما حاول تهدئة مخاوف نتنياهو بشأن سوريا وتركيا، مشيرًا إلى "علاقاته الشخصية الممتازة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان". وقال ترامب: "أعتقد أننا سنتمكن من حل هذا الأمر. آمل ألا تكون هناك مشكلة". لكن يبقى السؤال مطروحًا: هل اقتنع نتنياهو بحجج ترامب؟ وهل إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لدفع المبادرات الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط؟
والآن، لنلقِ نظرة على "الخلاصة" من قمة ترامب-نتنياهو في واشنطن.
**إيران**: ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على لسان فرناز فصيحي، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، أن ممثلي إيران والولايات المتحدة قد يجريان محادثات غير مباشرة في عمّان يوم 12 أبريل. وستكون المحادثات المباشرة ممكنة إذا نجح هذا اللقاء. وقد أكد ذلك أيضًا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
**إسرائيل – تركيا – سوريا**: تسعى إسرائيل إلى تفكيك سوريا، والتحضير لتقسيمها إلى كيانات طائفية وإثنية، مع اللعب بورقة الأكراد والدروز، ونقل عملية التفكيك إلى تركيا وفق مبدأ: إذا كانت أنقرة تدعم دولة فلسطينية، فلا يمكنها معارضة قيام دول للأكراد والدروز في سوريا. ووفقًا لتقديرات الخبراء الأمريكيين، "هذه هي أكبر وأخطر مشكلة تواجه أنقرة منذ سقوط الخلافة وإقامة الجمهورية".
وتعرب تل أبيب عن قلقها من ظهور "قوس سني" يمتد من تركيا عبر سوريا والأردن وسُنّة لبنان، ليحل محل "الهلال الشيعي" الذي كانت تعتبره تهديدًا استراتيجيًا. ولن يتم حل هذه المشكلة فقط عبر العلاقات الشخصية بين ترامب وأردوغان، حتى لو ظهرت "اتفاقيات جنتلمانية" تحت رعاية أمريكية. ولا يزال سيناريو إنزلاق الوضع التركي-الإسرائيلي نحو صراع مسلح واردًا.
**غزة**: يأمل ترامب في وقف الحرب في غزة. وخلال لقائه مع نتنياهو، قال إن "السيطرة على هذا القطاع سيكون أمرًا جيدًا". ويعمل على ذلك المبعوث الخاص لترامب ستيفن ويتكوف. لكن هناك أيضًا عرضًا مصريًا يشمل وقف إطلاق نار لمدة 50 يومًا من جانب إسرائيل، وإعادة فتح محور نتساريم، وتقديم مساعدات إنسانية، وبدء مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس. ولا يزال الوضع معلقًا.
**الاستنتاجات**: يحاول ترامب وضع عملية تنسيق جديدة مع إسرائيل، لكن تحت سيطرته، لتجنب أي تصعيد محتمل في المنطقة. ومع ذلك، فإن الطابع الارتجالي لدبلوماسيته قد يحد من قدرته على تحقيق نتائج ملموسة. قد تتضح بعض الأمور في الأيام المقبلة، أو قد لا تتضح.