توكل كرمان و قصر الشعب و قصر المونيدا !

خليل قانصوه
2025 / 4 / 15

من البديهي أن المهزلة المستكرهة التي تتابع فصولها منذ 8 كانون أول ، ديسمبر 2024 في سورية ، بعد أن غادر الرئيس السوري " قصر الشعب " تختلف حسب الظاهر ، عن الانقلاب العسكري الفاشي الذي أطاح في 11 سبتمبر 1973 برئيس جمهورية تشيلي ، في أميركا الجنوبية ، الاشتراكي ، المنتخب ديمقراطيا ، سلفادور ألندي ، الذي قتل " في قصر المونيدأ" تحت قصف طيران الانقلابيين .، و لكننا نرى بين الحدثين ، أي سقوط النظام في سورية والإطاحة بحكومة الزعيم التشيلي ، عددا من القواسم المشتركة أهمها من و جهة نظرنا :
ـ الحصار : كان للحصار الاقتصادي في الحالتين دورا وازنا في تخلخل المجتمع . حيث اضطربت الأوضاع وازدادت حدة التناقضات بين الناس على أساس المصالح وأسباب المعيشة والأصول الاثنية و الإقليمية ، و الميول العقائدية و الانتماءات الدينية ، مما أدى لاتساع الهوة بين السلطة التي بدت عاجزة امام المسؤوليات المستجدة من جهة و بين الناس عموما من جهة ثانية . و من المعروف انه في مثل هذه الظروف يكثر المنجمون و المخلصون و الذباحون ! و لكن مهما يكن ، كان الحصار في سورية و تشيلي في لبه رسالة من الولايات المتحدة الأميركية كان فحواها فيما يتعلق بتشيلي أنها غير راضية بالنهج الذي تسلكه الحكومة و تأمر بتغييره ، و هذا ما جرى بالقوة ، على مدى سبعة عشر عاما .
أما بالنسبة لسورية ، حيث فرض الحصار من أجل التغيير أيضا ، فإن فحوى الرسالة يتضمن على الأرجح ، أمورا لم تتكشف جميعها بعد أو انها لم تعلن . ليس مستبعدا بهذا الصدد ان تكون حدود ما هو مطلوب تتجاوز مسألة المنهج السياسي ، كون هذا الأخيرة لم تكن في بنود عديدة منها ، خلافية بين السلطة السورية و الولايات المتحدة الأميركية .
الرأي عندنا أن مداورة ما يجري في سورية اليوم في الذهن ، يتطلب و ضعا للأمور في نصابها الصحيح ، النظر إلى هذا القطر بما هو عقدة مشروع استعماري استيطاني غربي يمتد جغرافيا على بقعة تحدها شبه الجزيرة العربية و الخليج الفارسي و تركيا والبحر المتوسط و مصر ، أي ما يعرف تاريخيا ببلاد الشام و بلاد ما بين النهرين ، عنوانه مشروع إسرائيل الكبرى .
لا نجازف بالكلام أن معالمه تظهر أمامنا ، تدريجيا ، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى و انهيار الدولة العثمانية ، حيث و قعت المنطقة المرشحة لان تكون " إسرائيل الكبرى " تحت احتلال الدولتين الاستعماريتين بريطانيا و فرنسا .
اللافت للنظر في هذه المسألة هو مثابرة الدول الغربية صاحبة المشروع الصهيوني على الاستمرار في إيقاد صراع على السلطة ، بين الإسلام السياسي الذي عاند أنصاره دائما الدولة المدنية الوطنية ، و أفشلوا جميع المحاولات البناءة في هذا المجال ، من ناحية ، و القوى الوطنية من ناحية ثانية ، وفي الوقن نفسه كانت هذه الدول تعترض بثبات و صول الإسلاميين إلى السلطة إلا لفترة محدودة جدا و لأغراض معينة . الم تنل اليمنية توكل كرمان بين مؤتمرات حوار الأديان " تمهيدا للتطبيع " و ثورات الربيع العربي " المدمرة ، التخريبية ، تمهيدا للمشروع الصهيوني " جائزة نوبل للسلام !!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي