(د. صباح نعمة عكاب)

سعد محمد مهدي غلام
2025 / 4 / 15

1
أعادَني لِسَوادِ المِلحِ
عَزمُك بالعَومِ النَّدي،
وأنتَ
لا تكادُ تَصحو
فوقَ سطحِ دارِكمُ الصَّغيرْ...
حتى الصباحِ
نَتسامرُ،
مُحمّدٌ نامَ،
والكبيرُ يَروي:
حكاياتِ تشرينَ،
والياسمينْ،
وفرهودَ يَهودِ العراقْ،
فِرارَ "هاغاناه"
في ظلالِ فلسطينْ،
"حسانُ" بابِ توما،
والفاتناتِ،
و"بارُنا" الأثيرِ
عندَ ناصيةٍ قصيّةْ...
2
ليلُ السَّماوةِ،
ياهُ لَيلًا...
فيهِ الجَمالْ،
الصفاءُ،
النقاءُ،
العِطرُ...
كأنَّهُ
سماءٌ مُعطاءٌ
بالنورِ والسَّكينةْ...
اللهُ... اللهُ...
ليسَ لليلِ السَّماوةِ
مِثلٌ.
3
أتذكُرُ؟
فتاتَك ذاتَ الجَدائلِ،
سَمراءَ... فارعةً...
مَعظماويّةْ،
كنتَ لا تَذهبُ إليها
إلاَّ بعدَ سُكرْ...
كم كنتَ تَعشَقُها،
تَهواها كما "الخاكي"،
تَقولُ إنَّهُ غرامُكَ،
منذُ الطُّفولةِ،
وحينَ نَبتَتْ شَواربُكَ،
وأنتَ تدرُسُ الطِّبْ،
عَزَمتَ أن ترتديْهُ،
وكانَ يَليقُ بكَ،
كغرامِكَ بالسَّماوة،
ووالديك،
وقارورةِ الويسكي!
4
لما ذَهبنا للكُويتْ،
التقَينا مرّاتٍ
سَرَقْنا الأوقاتِ
وشَربنا...
حدَّ الثّمالةِ
مرّاتٍ... مرّاتْ...
5
أنتَ بَقِيتْ،
وأنا... عُدتْ.
6
يا نَخلةً سماويّةً،
تُساقطُ
على المارّينَ
أفخرَ تَمرِها،
لكنّك
لستَ كباقي النّخلاتْ،
كُلُّها تُثمِرُ فصلًا واحِدًا،
وأنتَ...
تُعطي بالنادرِ
كلَّ الفُصولْ...
يا سُمرَةَ الطينِ،
يا باشقةَ الصقرِ،
يا طيّبًا كالفُراتِ،
يا أصيلًا لمنبتِك الحرِّ النقيِّ...
7
صباحٌ... أنتَ كالصباحِ،
كُلَّ يومٍ تُشرقُ
ما دامتِ الدُّنيا تدورْ...
ما زَراكَ الدّهرُ
بسوءٍ...
زَرانا...
نحنُ من عُدنا...
وَزَرَى بنا الخذلانْ...
نحنُ انهَزَمنا،
وأنتَ...
انتَصَرتَ!

نَحنُ أكلنا عُمرَنا المَقيت،
وأنتَ بَقِيتَ الخالِدَ،
صباحًا... كالصباحِ البَهيِّ،
الرّيّانِ،
الزّاهي...
لا تَتألمُ،
لا تُؤلِمُ،
قَطَعتَ دابرَ العُمرِ الشقيِّ...
8
لم تَمهِلكَ الأيامُ،
ما كنتَ تَصبو إليهِ،
صباحْ...
لكنَّ أهلَ السَّماوةِ...
كُلُّهُم صَنوُكْ،
كُلُّهُم طيّبونْ،
كُلُّهُم يتَضورونَ
غرامًا بالعِراقْ...

فيهمْ ينامُ العراقُ الفتيُّ،
وفيهمْ يَصحو العراقُ القويُّ...

إذًا،
للهِ دَركَ يا صباحْ،
للهِ دَرُّ السَّماوةِ،
وأهلِها...
الصِّيدْ.
9
لا!
لستُ أَبكيك...
كيفَ يُبكى الميّتُ
حَيًّا؟
أنا أَبكي نَفسي...
أَبكي الملحْ،
أَبكي التَّمرْ،
أَبكي الصّحوَ،
أَبكي السُّكرْ،
أَبكي الجيلْ،
أَبكي الوطنَ المُغتالَ،
أَبكي العِراقْ،
أبكي الشّبابَ المُدبرَ،
أَبكي اللّيلَ المُقبِلَ
غيرَ المُقمِرْ...
أَبكي الطريقْ...
الطَّويلَ،
لقِيامَةِ
الوطنِ القتيلْ...

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي