دولة الإسلام السياسي

خليل قانصوه
2025 / 4 / 13


يحسن أولا أن نوضح بأننا نستوحي في مقارباتنا ، تجارب مررنا بها او سمعنا عنها لنتلمس من بعد تفسيرات لها و حلول لتلافي الأخطاء التي و قعت خلالها . لا نبالغ بهذا الصدد ان المسألة الدينية استحضرت من وجهة نظرنا ، بطرق متعددة وأساليب خشنة ، طاغية أحيانا، لمعالجة الأزمات التي نتجت عن حملات الدول الغربية الجديدة ،منذ بداية سنوات 1970 , و تحديدا بعد حرب 1967 و الهزيمة الماحقة التي أصيبت بها شبه الدولة في بلدان المشرق العربي ، و ما تزال هذه الحملات تتكرر، حملة تلو أخرى ، تارة بواسطة الإسلام السياسي و تارة ضده !
الرأي عندنا أن مفهوم " الإسلام السياسي " لا يتطابق مع تعاليم الديانة الإسلامية ، بما هو مشروع دولة و سلطة امبراطورية . غايته الأولى هي الملك و الضريبة ، و ليس التبشير . فما يهمنا هنا في الواقع هو استفاقة الإسلام السياسي ، أو إيقاظه ، ليكون عاملا فاعلا في اعتراض قيام الدولة الوطنية ، إلى جانب عوامل سلبية أخرى تتمثل بالتدخل الاستعماري ، الاحتلالي و الاستيطاني ، المتفاقم منذ انهيار الامبراطورية العثمانية .
بكلام أكثر وضوحا و صراحة نحن حيال معضلة حقيقية نتيجة تحالف موضوعي بين الدول الغربية و الإسلام السياسي ضد نشوء الدولة الوطنية ، عن طريق تشاركهم في اتباع سياسية عدوانية مباشرة او بالواسطة لكي لا تتوافر الظروف الملائمة لقيام هذه الدولة . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن الدول الغربية نفسها تنقلب دائما على حركات الإسلام السياسي فتقضي عليها حتى لا تحقق هذه الأخيرة رغبتها في " الدولة الإسلامية " ، إلى حد أننا نستطيع القول أنها لا تتعظ من تجاربها ، و أنها أدوات تستخدم من أجل إفشال مشروع وطني واحد . لكل مشروع وطني أدوات لإفشاله !
ينبني عليه أن المشكلة إذن ، ليست في الدين بما هو تعاليم تربوية يتلقاها الفرد فيتأثر بها في ذاته وإنما هي في السياسة " الدينية " ، التي هي على عكس الدين وتعاليمه ،حيث يعمد "المرشد الديني السياسي" لاجتذاب " جماعة " بغية تجييشها من أجل " عمل جماعي " يحدد ه لها و يقنعها بوجوب القيام به ، استنادا لحجج بنتقيها من "لتراث الديني" و يدعمها بالعصبية الدينية أو الفئوية أو العرقية .
من البديهي أننا لسنا متساوون في مواقفنا حيال هذه السيرورة التي يتداخل فيها الدين والسياسية و النوايا الحسنة والخبيثة والسذاجة والنباهة والصدق والخداع، والعلم والجهل. هذه مسألة لا تحتاج إلى شرح وتفصيل، فمن السهل الإيقاع بالذين لا يستطيعون القراءة والتفكير والاختبار والتحقيق بأنفسهم ، من المعلومات و الأخبار و القصص !
استنادا إليه من الطبيعي أن تكون " جماعات " الدين السياسي أكثر عددا من الأفراد " المؤمنين " بمعتقد ديني روحاني و من المؤمنين " بعقيدة " سياسية اجتماعية .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي