|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

خليل قانصوه
2025 / 4 / 10
تفيدنا الأحداث الجارية في سورية ، تحديدا منذ 8 كانون أول، ديسمبر 2024 أن الناس في بلدان المشرق العربي عموما، لا تتفق على مفهوم الوطن والانتماء لمجتمع وطني ، والأرجح انه لا يوجد أيضا فهم واضح لمعنى الإيمان الديني أو المعتقد نهجا على طريق رسمته رسالة نبوية . بكلام أكثر وضوحا وصراحة ،ما تزال الوراثة هي التي تمنح الهوية و المعتقد، بوجه عام ، أضافة إلى أن المعتقد مقدّم على الهوية الوطنية لدى " امراء الدين السياسي " الذين ينهلون من معين "الاخوان المسلمين " و فروعهم ، ينيني عليه أن بين هؤلاء و بين الأحزاب القومية الفاشية العنصرية ، قاسم مشترك هو اجتذاب الأنصار و الناشطين على أساس وراثي .
لننتقل بعد هذه التوطئة إلى مداورة أخبار المجازر في الساحل السوري في الذهن ، ألتي ترتكبها الجماعات التكفيرية منذ 6 آذار 2024 دون حسيب أو رقيب ، لولا احتجاجات على حياء ، من الذين أوكلوا إليها ووفروا لها شروط اقتراف الجرائم الشنيعة باسم "الدين"
يتخيل المرء انه لو كان من أبوين علويين ، لكان هو نفسه علويا ، و لوكان سوريا من ابويين سوريين ، قاتل والده في الجيش العربي السوري في حربي 1967 و 1973 ، لكان هو نفسه أيضا سوريا ،و بالتالي كان من المحتمل أن يكون جثة مرمية ،إلى جانب جثث أولاده و زوجته ، في أرض بور ، بعد أن أخذهم " الثوار " من منزلهم و جعلوهم يعوون و يتقدمون حبوا إلى حيث ينتظرهم الرامي " الإسلامي الثوري " !
ماذا كان على هذا " العلوي " ان يفعل قبل أن ينزع عنه الإسلاميون " انسانيته " فصار مثل الفلسطيني الذي يصفه الإسرائيليون " حيوانا بشريا «. هل يصيد الصياد الطريدة بهذه الطريفة . هل تقتل هكذا الذبائح ؟؟ :
ـ هل كان عليه ان يخرج الى ساحة البلدة معلنا أمام جماعات " التكفيريين " الذين ارسلتهم تركيا و أميركا و إسرائيل ، أن ما بينه و بينهم هو "سورية " فقط ، أما الإيمان و المعتقد فهما مسألتان تخصان ذاته فقط ، وهذا أمر مبين في جميع الرسالات النبوية.
ـ هل كان علبه أن يختبئ وينتظر لعل الظروف تتغير ، استعدادا للمقاومة من اجل استرجاع سورية وطنا للسوريين ؟ و لكنه يعرف أن الحرب في سورية بدأت في سنة 1963 ، و لم تكن يوما حربا بين السوريين فقط و أنما كانت على الدوام حربا إقليمية و دولية بواسطة سكان سوريين . هل و صلت جماعات التكفير إلى السلطة لولا تدخل تركيا و إسرائيل و اميركا و الدول الغربية ؟ هذه حقيقة أم اتهام ؟ . لا يقاوم من أجل استعادة سورية إلا السوريين .
ـ إن الذين يقتلون " السوري " بحجة أنه " علوي " ، أنما يقتلون السوري في" العلوي " ، و غاية القضاء على السوري هي في الواقع ،القضاء على الوطن السوري . تفيد بعض المعلومات عن أن تعداد المهاجرين السوريين في ألمانيا يقارب المليون نسمة !
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |