|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عبد العاطي جميل
2025 / 3 / 20
استهلال
.........
ــ " يجب أن نجازف ، أن نشتغل من أجل اللايقين .. " موريس بلانشو .
ــ " الكتابة " هذه اللعبة المجنونة " مالارميه .
.........................................................................................
...
لا سقف يبشرها بالرجوع إليه .. فعنها نأت الغيمات المكتنزات ، التي وعدتها بالهطول .. وهي كعادتها ، تراوغ الحر زمن القر ، والقر زمن الحر ، حيث تستجيرالفصول ، البتول ..
كيف لها أن تغير سراويلاتها كلما الديك صاح ، عند طلوع الفجور .؟؟ ..
كيف له الآن ، بعد كل هذا الفتور ، أن يجدد تلاوين الوصال المهدور ؟؟ . وحبره الموال ، الميال ، مرابط في صحرائه ، يغازل الكثبان والبلح والريح ، وقوافل البعير ، يعاندها في مسيره مدلجا إلى آخر ورقة في دفتر تاريخ عشقه المدان ، المأسور ؟؟ ..
له عندها أساطير تغازل عكازه اليومي ، وبين يديه تضع شذرات سيرتها بين بساتين الزيتون ، وقطارات الليل والنهار ، تقاوم شظف ارتكاسات الوقت المقيت ..
وكأنها تحل ضيفة على اللغة ، تنشر على أخاديدها رحيق أسرارها .. له تفتح أزرارها . ربما في منفاها تقيم لبعض الوقت ، وعليها أن تجدد مواعد الزيارة كلما مسها ولع البوح ، وشغف استمناء أحلام ..
على لسانها البهي ، الشهي ، تتدحرج الكلمات ، بالإشارة تعلن رغبتها الحرى حينا ، وبالعبارة حينا آخر تؤخر خواطرها السكرى إلى حين .. وهي بين الإضمار والإظهار تكشف عن ساقها اليغري بالإنصات والتمعن والتأمل واللذة الحمقاء ، المسافرة دوما بين ضلوع السطور ..
كيف لا يتوجها الهذيان عرش التحولات ، وبطش زيف اليقين ، وهي تمرر حكايتها عبر البريد ، بارد الأوصاف خلف خفايا النوايا العائمة ، مثل العملة الحائضة .. ؟؟ ..
وكأنها تمارس عنفها اللذيذ عليه ، تضاعف شبق تحررها ، بين جذور السلالة العمياء ، والسلف غير الصلاح وفق مزاجها الكحلي ، حينما تصدح بأسئلتها ترسم تباشير أفق مصيرها المشبوه .. تعلن سلطتها خارج ميثاق عشقها الغجري ، وهي تعانق لغز الموت دونما ارتباك ، وكأنه صديق قديم لجراحها الأليمة .. فكيف لها أن تكتب فراغها وفق أبجدية الفضح والرفض والتمرد والتشرد خارج المتعاليات السفلى ، غير الحسنى ؟؟ ..
في عتمة الوجود ، تجدد الكتابة حبرها ، كي تضيء موجوداتها الضائعة بعلامات مرور غير محسوب لها ، بل عليها ، صوب الأبهى ، والأجمل والأحب . تنثر ثمالتها في كل اتجاه ، على العابرين جسور الوصال نحو نعيم الجحيم ، ونحو جحيم النعيم الأرقى والأبقى ..
هكذا رحم الوجود يحتفي بولادة جديدة ، على سطح الأرض الكروية المعنى والمبنى، على حد سواء .. تكتب الرغبة رغبتها على جسد اللذة والرعشة والألم ، وهي تحرر أفعالها وأقوالها من زمن الحضور إلى شساعة الفقدان . وكأنه يتسكع بين استعارات نثرية ، وأخرى شعرية ، تهديه بصمات لا يعول عليها في الوجود المتفق عليه . بل تمنحه أفق التآويل في ذاكرة الهوامش والاحتمالات السكرى ..
كان للمطلق ، ولا زمان للصدفة ، كل شيء مرهون بالخرق والتجاوز والتحول ، في هذا الوجود المسكون بالغموض اللذيذ ، والحلم المغتال ...
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |