![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
آدم الحسن
2025 / 3 / 18
وسط خضوع أوكرانيا و شروط روسيا و حيرة و تخبط أوربا السلام يطرق ابواب اوكرانيا بعصا ترامبية , لقد تجاوز عمر الحرب الروسية الأوكرانية , هذه الحرب الدموية , الثلاثة سنوات , لو لا فوز ترامب في السباق نحو الرئاسة الامريكية لكان الامل في أيقاف هذه الحرب عند حدودها الحالية ضعيفا جدا , لربما ستستمر لحين السقوط النهائي للعاصمة الأوكرانية تحت سلطة الجيش الروسي , أو لربما لاشتد خطر نشوب حرب نووية تحرق العالم أجمع .
بعد صعود ترامب الى كرسي الرئاسة الأمريكية للمرة الثانية أصبح من المؤكد في هذه المرحلة تلاقي سياسة الرئيس الأمريكي ترامب الرامية كما يقول هو دائما " سأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى " و سياسة الرئيس الروسي بوتين الساعية الى جعل روسيا دولة عظمى مرة أخرى لتكون كلمتها مسموعة و لا يجوز اهمالها في الشؤون الدولية الهامة , فالرئيس الروسي بوتين ساعي بجد لعودة روسيا للساحة الدولية كلاعب اساسي .
حين ستكون العلاقة بين روسيا و أمريكا جيدة مقتربة من حالة الشراكة في الكثير من المجالات التي تخدم الطرفين و خصوصا في المجالات التي تحقق المنافع و المصالح الاقتصادية و التجارية المشتركة سينعكس ذلك على الوضع الدولي و ستتشكل العلاقات بين الدول بطريقة مختلفة تماما عن كل أشكالها في المراحل السابقة و ستتخلى كل الأطراف عن اللامعقولية الناتجة عن بقايا عقلية الحرب الباردة لدى قادة دول الغرب و سيفكر الجميع في مصالحهم الوطنية .
لقد أصاب الرئيس ترامب حين أعتبر أن الخطأ الاستراتيجي الأكبر الذي ارتكبته الدول الغربية و منها أمريكا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عندما عاملت روسيا كعدو افتراضي لها .
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي و تفككه و خوفا من انتشار السلاح النووي و خروجه التام عن السيطرة و ما سيشكله ذلك من مخاطر هائلة و جنونية على شعوب العالم اجمع تم اعتبار جمهورية روسيا الاتحادية هي الوريث الوحيد للترسانة النووية السوفيتية حيث وافقت على هذا القرار كل جمهوريات الاتحاد السوفياتي المنحل و أيدته الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي , هذا الأمر كان في غاية الأهمية , ألا انه لم يكتمل ليكون أساس في فرض التعايش السلمي في العلاقات بين الدول بعدما اعتبرت الدول الغربية روسيا عدوا لها .
ففي السنين الأولى بعد انتهاء الحرب الباردة ظهر في الغرب الجمعي اتجاهان , اتجاه يعمل على جعل روسيا جزءا من الكتلة الأوربية , و اتجاه أخر يسعى لعزل روسيا ليس عن أوربا فحسب بل عن كتلة التحالف الغربي المتمثل بحلف الناتو الذي تقوده أمريكا و وضع روسيا في المرتبة الأولى من خانة الأعداء الافتراضيين للغرب الجمعي .
مع تطور الأحداث نجحت إرادة الذين كانوا يسعون لجعل روسيا دولة عدوة لأوربا و للغرب الجمعي , لقد تجسد ذلك في طرد روسيا من مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثمانية على إثر تطور الأحداث في أوكرانيا و استعادة روسيا لجزيرة القرم من أوكرانيا بعد أن سبق و تنازلت عنها و ضمتها الى جمهورية أوكرانيا السوفيتية في زمن الرئيس السوفيتي خروتشوف .
رافق تصاعد العداء بين الدول الغربية و روسيا بروز حركات النازية الجديدة المعادية لروسيا , من أبرز مظاهر صعود النازيين الجدد في أوكرانيا هو تنامي نشاط جماعة النازي بانديرا و كتيبة أوزوف النازية .
لقد غضت الدول الغربية النظر عن صعود النازيين الجدد للواجهة السياسية في أوكرانيا , حيث اعتمد الغرب الجمعي على مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " , فما دام هؤلاء النازيون الجدد يشكلون خطرا على عدوهم روسيا فلا بأس من السماح لهم بزيادة نشاطهم الخطير , تصرف الغرب الجمعي و كأنهم لا يدركون أن خطر النازية سيكون ليس على روسيا فحسب بل سيكون خطرا على الاستقرار و السلم في أوربا .
كتعبير عن ارتباط النازيين الجدد في أوكرانيا بأسلافهم النازيين الألمان أقدموا على تحطيم تمثال جوكوف في مدينة خاركيف الأوكرانية وسط احتفال هستيري لأنصار النازية لكون جوكوف كان هو القائد للجيش السوفيتي الذي اسقط حكم النازيين في المانيا .
كان جوكوف بحق قائدا عسكريا من الطراز الأول , لقد هزم النازية الهتلرية و دخل حصنها المنيع في برلين حاملا راية النصر ، الكثير من الخبراء العسكريين المستقلين اعتبروه من أعظم القادة العسكرين في القرن العشرين , لم يكترث العديد من ساسة الدول الغربية عند مشاهدتهم للعرض الذي نقلته الكثير من وسائل الاعلام الغربية لكيفية تحطيم تمثال لرمز من رموز مكافحة النازية و الفاشية , كان عرضا رمزيا لصعود النازية بثوبها الجديد .
(( يتبع ))
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |