حوار مع مها هرموش

دينا سليم حنحن
2025 / 3 / 18

جزء كبير من الحياة لا يمكن فصله عن الواقع، هو الجمال الذي تؤرخ به أعظم الفنون، بدأ الرسامون الكبار بصياغة الفن نحتا في الصخر، فكم من منحوتة أظهرت الفن الراقي في مجتمعات تاريخية؟ لذا فالجمال لا حدود له، والفنون المتنوعة محيط من الاختلاف، والأجمل لم يأت بعد، والأفضل نحن بانتظاره، والمستقبل يأتينا دائما بما هو أجمل، لأن الجمال أيقونة البقاء، والجمال الخارجي يعكس في معظم الأحيان الجمال الداخلي.
اللوحة، والتي تطورت وأصبحت أكثر تداولا عبر الميديا، تؤرخ لأحداث ما، وتنبع من جغرافية المكان، لذلك سوف نحاكي زمن الهجرة، أو اللجوء الأخير للجالية السورية، ونلتقي مع سيدة شغفة في الجمال، تعشق واقع الألوان، وسردية الطبيعة، واحتباس آهات عشاق الأنهار والبحار، نهر بريزبن، وشواطيء غولد كوست الراقية.
سألتها: أي لون تحبين؟
مها: أعشق الألوان الفاتحة الباستيل، لكن بشكل عام أحب جميع الألوان.
دينا: أنتِ في اختياراتك للألوان تشبهين اختيارات بيكاسو الاسباني، فنان استخدم أسلوبا يدعى تكعيبيا، وكان فنان شامل، حركة الألوان تكون في معظم الأحيان شفافة، لكنه استخدم جميع الألوان، ربما تكون ضيفتنا غير شغوفة في الرسم، لكنها شغوفة في اختيار ألوان ملابسها الجميلة.
لنتعرف أكثر على مها عرموش
امرأة من بريزبن تتمتع بصفات جميلة كثيرة، رحلت من وطنها الأم سوريا لتجد نفسها في بلد غريب وجديد، بلد منحها الثقة بالنفس ودعاها تبدأ من جديد، ابنة الخمسين، بل تعدتها بسنتين، تعكس لنا مرآة وجود الجمال داخل كل امرأة تسعى لأن تكون جميلة، وأنيقة، ومثمرة، تعمل ضمن شركة في وظيفة عاملة دعم ومساعدة الآخرين، وصلت إلى بريزبن سنة 2013 ، لم تعرف عن بريزبن سوى أنها عاصمة ولاية كوينزلاند، لتجد نفسها محاطة بكم هائل من الجمال، مما أضفى إلى شخصيتها الثابتة، رافضة العوائق البالية، وتستنشق حرية استنشاق الجمال.
لها طموحات كثيرة ومتنوعة، أولها تحقيق الاستقرار في حياتها هنا، " أن أتمكن من إنشاء شيء يعبر عن هويتي وثقافتي، مثلا: فتح محل يعرض المنتجات العربية السورية، كاسات شاي مزخرفة بالخط العربي الكوفي أو الرقعة، أرغب في تقديم جزء من تراثنا للناس هنا، هذا الحلم يعكس شغفي بالتراث والموروث الثقافي الذي أريد أن أشاركه مع الآخرين.
أما طموحاتي في الاعلام، فلا أزال أحلم بأن أصبح مذيعة تلفزيونية وخصوصا أن لي تجربة سابقة بالاعلانات والبرامج الاجتماعية في العراق، تحقيق شيء يخص هويتي وثقافتي.
أؤمن أن المرأة لا تعرف حدود طموحاتها طالما كانت مؤمنة بذاتها، الارادة والتصميم يمكن أن تفتح امامنا فرصا جديدة مهما كانت الصعوبات.
دينا: من هو الاعلامي الذي ترك في فكرك أثرا؟
مها: ريا أبي راشد، أكثر اعلامية أثّرت في.
دينا: فأنت تعشقين الصحافة المرئية إذا، بعيد عن مخاضات السياسة.
بما أن القراءة عادة لديك، اذكري لنا بعض الكتب التي بين متناول يديك الآن.
مها: نعم أحب القراءة ، تحصلتُ مؤخرا على كتاب هدية من إنسانة، وكاتبة غاليه على قلبي، وهي الكاتبة دينا سليم حنحن
دينا: أشكرك، لقد أخجلتِ تواضعي، ما هي الأماكن الأحب على قلبكِ في كوينزلاند؟
مها: الغولد كوست، أعشقها، منطقة الجمال وحداثة البناء، هندسة معمارية ممزوجة بالطبيعة والبحر والمياه التي تحيطها، أشبه بأسطورة حوريات البحر.
دينا: لن أحدثك الآن عن أسطورة حورية البحر، أم الملكة الآشورية سميراميس لأن الحوار سيطول، والكلام معك ممتع جدا، لننتقل إلى سؤال آخر، من هم أصدقائك؟
مها: أصدقائي هنا أصبحوا عائلتي الثانية في الغربة، لنقل عنها، الوطن البديل، أكثرهم سوريين ولكن يوجد أيضا من جنسيات أخرى.
دينا: كيف ترين المرأة الأسترالية، هل هي شبيهة المرأة السورية؟
مها: أظن، كلتاهما قويتان ومثابرات، ولكل منهن دور محوري في المجتمع والأسرة، لكن المرأة السورية لديها إرث ثقافي عريق، تتمسك بتقاليدها، بينما الأسترالية لديها مساحة من الحرية والاستقلالية أكثر.
دينا: بما أننا في شهر رمضان، أي من المسلسلات تتابعين؟
مها: أتابع مسلسل " تحت سابع أرض" ومسلسل " البطل".
دينا: ما هي حكمتك في الحياة؟
مها: الحكمة التي أسيرها في حياتي الشخصية" إتّقِ شر من أحسنت إليه " تعلمتها من خلال تجاربي في الحياة، دائما علي أن أذكّر نفسي بأهمية أن أكون حذرة وعدم الإفراط في الثقة حتى في المواقف التي تظهر فيها نية الشخص بشكل واضح، ومع ذلك لا يعني أن نغلق قلوبنا أو نتوقف عن فعل الخير، لكنها دعوة للموازنة بين العطاء والحذر.
دينا: ما هي أمنيتك في الحياة؟
مها: أن يحفظ الله لي أبنائي، عندي ابنتان وابن، أغلى ما عندي في الكون، ربنا يوفقهم، اقترنت ابنتي قبل فترة، ربنا يهنيها، وابنتي الثانية بدأت دراستها الجامعية حديثا، وابني ما يزال في المرحلة قبل الجامعية.
دينا: في هذا الشهر، نحتفل في المرأة، فماذا تقولين لها.
مها: أقول لها، اهتمي بنفسك، أحبيها، انطلقي فالحياة أعطتكِ هنا في أستراليا كل ما تحلمين به، ثقي بنفسكِ وابدئي من جديد، فكل يوم لك يكون البداية مهما كان عمركِ، لا أهمية للأعداد، فكل سنّ له جماله وعطائه. وكل عام وأنت بخير.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي