ما المقصود بحسبي الله ونعم الوكيل

للاإيمان الشباني
2025 / 3 / 18

حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل عبارة تحمل معاني عميقة في التوكل على الله، والثقة به، واللجوء إليه في كل الأحوال، كلمات تُقال عند الضيق، وعقيدة راسخة في قلب المؤمن تعكس يقينه بأن الله هو الحامي، والناصر، وأنه الكافي لعباده في كل أمورهم
هذه العبارة المباركة وردت في القرآن الكريم في مواضع تدل على قوة الإيمان بالله، والتسليم له، ففي سورة آل عمران قال الله تعالى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فكانت هذه الكلمات عنوانًا لصمود المؤمنين أمام التهديدات والمخاوف حيث ازدادوا ثباتًا وطمأنينة ولم يتراجعوا عن مواقفهم لأنهم علموا أن الله هو الذي يتولى أمرهم ويكفيهم ما أهمهم
كما جاءت هذه الكلمة على لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام حين أراد قومه إحراقه بالنار فقال حسبي الله ونعم الوكيل فكانت النتيجة أن جعل الله النار بردًا وسلامًا عليه فكانت هذه العبارة سلاحًا يحميه ويكفيه شر الظالمين
إن قول حسبي الله ونعم الوكيل دعاء، وهو تعبير عن يقين راسخ بأن الله هو الملجأ، والملاذ فمن ظلمك فالله كافيك ومن خذلك فالله ناصرك ومن تآمر عليك فالله يدافع عنك ولذلك عندما يشعر الإنسان بالظلم أو القهر أو الخذلان فإنه يلجأ إلى هذه الكلمات لتكون سنده وعونه وتوكله على الله
هذه العبارة أيضًا تمنح الإنسان راحة نفسية وسكينة لأنها تجعله يتخلى عن حمل الأعباء الثقيلة ويضعها بين يدي الله فهو يعلم أن الله يرى ويسمع ولا يظلم أحدًا وأنه المدافع عن عباده المؤمنين فحينما يقولها العبد بصدق فإنه يشعر بالطمأنينة ويوقن أن الله سيجعل له مخرجًا وأن الفرج قادم لا محالة
إن الثقة بالله والتوكل عليه أمران لا ينفصلان فالمؤمن يعلم أن الله لا يخذله أبدًا وأن كل ما يحدث في حياته هو لحكمة يعلمها الله قد يكون البلاء اختبارًا للصبر أو تمحيصًا للنفس أو رفعة في الدرجات وكلما اشتد الألم زاد اللجوء إلى الله بكلمة حسبي الله ونعم الوكيل لأنها مفتاح النصر ودعاء المظلوم وسلاح المستضعف
لذلك فإن هذه العبارة ليست فقط للتلفظ بها عند الغضب أو الظلم بل هي عقيدة يجب أن نعيش بها ونتعامل معها على أنها يقين في أن الله هو المدبر وأنه خير من يعتمد عليه الإنسان في كل أحواله

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي