الضحية والجزار في التعامل بين إيران وأمريكا

رياض السندي
2025 / 3 / 18

الضحية والجزار
الشيعة الذين يدافعون ضمناً عن ايران بقولهم ان النظام الإيراني ليس مثل النظام العراقي، وايران تملك قدرة على الصبر ومهارة في التفاوض، إنما هم لا يختلفون عن البعثيين في دفاعهم عن قوة صدام حسين حتى آخر لحظة، لا بل احدهم قال لي، قبل يوم من انتهاء المهلة لقصف العراق: هذا مستحيل، تدري صدام عنده حتى نووي، وأمريكا تخاف تهاجمه.
واخيراً، امريكا غزت العراق واحتلته وجلبت له الكوارث طيلة 22 سنة.

والحقيقة إن المسألة لا تتعلق بإيران، كما لا تتعلق بالعراق، فهولاء ضحايا، والقرار يكون بيد الجزار لا الضحية.
ومن الصعب ان تفهم امريكا ما لم تعيش فيها لسنوات، وليس ذلك فحسب، بل ان تكون لك عقلية قادرة على الفهم والتحليل.
أولا، امريكا ليس لها دين، وهذا يعطيها قوة تفوق على الضحايا المتدينين الحمقى.
ثانياً. امريكا لا تملك عواطف واحاسيس، وهذا يجعلها لا تتألم ولا تندم على افعالها مهما كانت سيئة وقاسية.
ثالثاً، امريكا مثل وحش جائع، يحتاج إلى تلقيمه كل ساعة بلقمة كبيرة ليهدأ لفترة من الزمن. وما يهمه هو المال الذي يغذيه، وما تقدمه الدول المتمردة هي أشبه بهدايا المستعصم آخر خليفة عباسي لهولاكو، فقد كانت هدايا لا تليق به، فرفضها هولاكو واعتبرها إهانة له وهو في طريقه لاحتلال بغداد.
رابعاً، ان امريكا عادة ما تقوم باذلال المتمردين عليها لكي يمتنع الآخرون عن التمرد عليها لاحقاً، ومع ذلك سيتكرر ظهور المتمردين عليها لان المشكلة في سياستها وعنجهيتها.
خامساً، ان أمريكا عادة ما تسلم امر ضحيتها لاعداء الضحية أنفسهم، لمعرفتها أن هؤلاء سيكونون اكثر انتقاماً منها. كما فعلت بالعراق، حيث سلمت أمره لعودته اللدود إيران وعملائها من الأحزاب الشيعية . وقد بدأت أمريكا بتنفيذ هذه السياسة، عندما سلمت رسالةالتهديد التي أرسلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى خامنئي بيد مستشار الرئيس الإماراتي انور قرقاش وهو وزير سابق للشؤون الخارجية في دولة الإمارات بدلا من تسليمها لسويسرا وهي الدولة الراعية للمصالح الأمريكية في العالم بدلاً عن أمريكا في الدول التي لا تقيم علاقات مع امريكا ، كما جرت العادة، وذلك للخلاف التاريخي بين الإمارات وايران حول عائدية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، اضافة لخلافات أخرى عديدة.

لذا لا يمكن التعويل على حكمة الضحية (النعجة) عند الذبح، بل على رأفة الجزار ورحمته وإنسانيته، وأي مماطلة في هذا المسار يجب ان لا تفهم على أنها رضا امريكا على الضحية، فمن عادة الجزار ان يشرب ضحيته بعض الماء قبل الذبح، وتذكروا قول الشاعر العربي الذي يقول: إذا رأيت نيوب الليث بارزة … فلا تظنن ان الليث يبتسم.

د.رياض السندي
كاليفورنيا في 2025/3/17

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي