![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
هند الحريري
2025 / 3 / 17
التظليل المعلوماتي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة من عدم الوضوح أو تعميم المعلومات، بحيث يصبح من الصعب أو المستحيل فهم الواقع بشكل صحيح. يمكن أن يحدث التظليل المعلوماتي في عدة سياقات، بما في ذلك الإعلام والسياسة وقطاع الأعمال والبحث العلمي.
يُعتبر الإعلام الوسيلة الأكثر أهمية والأسرع في نشر هذا التظليل، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل وانتشار الوسائل الإعلامية مثل القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
والتظليل المعلوماتي هو معلومات كاذبة يتم ابتكارها لجذب الجمهور نحو اتجاه معين، حيث تحاول جهة ما الاستفادة من موضوع معين. هذا الانتشار الواسع للمعلومات الخاطئة قد يتسبب في مشكلات كبيرة وأزمات، لذا يجب التأكد من المعلومات والتدقيق فيها قبل نشر أي معلومة.
ترتبط عمليات التضليل المعلوماتي بحقوق الإنسان ارتباطًا مباشرًا، حيث تُعد انتهاكًا لعقل الإنسان وحقه في معرفة الحقيقة وعدم التجهيل. إن تغييب الحقيقة عن شخص ما، ومحاولة تضليله بمعلومات مغلوطة، يُعتبر انتهاكًا صريحًا للمبادئ الإنسانية.
نشر المعلومات المغلوطة أو ما يمكن وصفه ب"التغليط الإعلامي " هو الانتشار غير المقصود للمعلومات غير الدقيقة، بينما "التضليل الإعلامي" هو السعي المتعمد لنشر معلومات مغلوطة بهدف الخداع وإلحاق الضرر. وقد تقوم جهات حكومية أو غير حكومية بممارسة التضليل الإعلامي، مما يؤثر على طيف واسع من حقوق الإنسان، ويقوّض الاستجابة للسياسات العامة، وربما يُفاقم التوترات في حالات الطوارئ أو الصراعات المسلحة.
وتُعد الإشاعة واحدة من أهم الوسائل المستخدمة في التظليل المعلوماتي. فقد عُرفت الإشاعة منذ القدم، ومرت بمراحل وتطورات عديدة عبر التاريخ، وتداخلت مع الخطاب الإعلامي بمختلف وسائله، وارتبطت بحركة الصراعات والنزاعات والاختلافات بين البشر، خاصة في الحروب والأزمات. وللإشاعة دور مؤثر في مسار التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، وفي صناعة القرارات في العديد من المجتمعات. كما ساهمت في التلاعب بالعقول وخلق الأكاذيب، خاصة عندما تنمو في بيئة تفتقر إلى المعلومات الكافية أو تتأخر في تقديمها حول موضوعات تهم الجمهور.
لذا، يجب على الجميع قبل نشر أي معلومات أو أخبار التأكد من صحتها ومصادرها الأصلية. فالتطور التكنولوجي الكبير يساعد القائمين على التظليل في نشر معلوماتهم الكاذبة، مما يجعل التحقق منها أمرًا صعبًا. وفي المقابل، فإن سرعة نشر هذه المعلومات ووصولها إلى جمهور واسع قد يتسبب في أضرار جسيمة، ويُدخل الأفراد في أزمات يصعب حلها.
الهدف الرئيسي من التظليل المعلوماتي هو التأثير على الرأي العام وتشويه الحقائق لتحقيق أهداف معينة. لذلك، من الضروري أن يتحلى الأفراد بالوعي والقدرة على التحقق من المعلومات قبل تصديقها أو مشاركتها. كما أن للحكومات والمؤسسات الإعلامية الرصينة دورًا كبيرًا في مكافحة هذا التظليل من خلال تعزيز الشفافية ودعم وسائل الإعلام الموثوقة، والعمل على تحقيق بيئة معلوماتية أكثر مصداقية وموثوقية.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |