الصحة حرية

للاإيمان الشباني
2025 / 3 / 16

الصحة تساوي الحرية هي عبارة قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى لكنها تحمل في طياتها مفاهيم عميقة تتعلق بجوهر الحياة الإنسانية والسبيل إلى تحقيق التوازن الداخلي والخارجي في عالم مليء بالتحديات يمكننا أن نعتبر الصحة بمثابة الأساس الذي نبني عليه كل جوانب حياتنا فلا يمكن للفرد أن يتمتع بحريته في اتخاذ القرارات الحاسمة أو ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي دون أن يمتلك صحة جيدة فالإنسان الذي يعاني من مرض مزمن أو يتعرض لمشاكل صحية مستمرة يصبح محدودًا في خياراته وأفعاله وفي المقابل فإن الحرية في جوانب الحياة المختلفة لا يمكن أن تتحقق دون وجود صحة جيدة فالحرية المالية تتطلب قدرة على العمل والإنتاج أما الحرية الاجتماعية فهي بحاجة إلى التفاعل والتواصل الفعّال مع الآخرين ولا يمكن تحقيق الحرية الأسرية والنفسية إلا عندما يكون الجسم والعقل في حالة جيدة فتبدأ صحة الجسد في التأثير المباشر على حرية الفرد في ممارسة حياته اليومية والتمتع بالعلاقات الاجتماعية فحينما يكون الشخص بصحة جيدة يستطيع أن يركز على تطور مهاراته الشخصية والمهنية ويمارس الأنشطة التي يحبها دون أن يعكر صفو حياته أي مشاكل صحية قد تؤثر في استقلاليته أو قدرته على اتخاذ قراراته بحرية سواء في حياته المهنية أو الشخصية ومع هذه الصحة الجيدة يبدأ الفرد في التفاعل بصورة إيجابية مع محيطه وهو ما يسهم في خلق بيئة اجتماعية صحية وتفاعلية وهذا يعزز من مفهوم الحرية الاجتماعية بمعناها الأوسع الحرية الاجتماعية لا تقتصر فقط على العلاقات الشخصية بل تمتد لتشمل مشاركات الفرد في المجتمع ودوره في بناء الثقافة العامة والمساهمة في تعزيز القيم الاجتماعية الإيجابية ولكن الحرية المالية تعد من أكثر المفاهيم التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة حيث أن الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة يصبح أكثر قدرة على العمل والمشاركة في النشاطات الاقتصادية مما يعزز قدرته على التمتع بحياة مالية مستقلة وعندما يتمتع الشخص بالصحة الجسدية والنفسية يصبح قادرًا على التعامل مع التحديات المالية التي قد يواجهها في حياته هذا يمكن أن يوفر له مزيدًا من الحرية في اتخاذ قرارات مالية حكيمة تساعده على تحسين وضعه المالي والعيش بشكل مستقل وتحقيق مستوى جيد من الحياة التي تتضمن تحقيق طموحات شخصية وعائلية وهذا يرتبط بالحرية الأسرية حيث أن الصحة الجيدة تؤثر بشكل مباشر على قدرة الفرد على العناية بأسرته ورعايتها إذ يتمكن من تلبية احتياجات أفراد أسرته ويشارك في حياتهم اليومية بحرية ودون قيود صحية تعيقه أو تحد من فاعليته وحيويته ولعل أحد أبرز الجوانب التي تتجلى فيها علاقة الصحة بالحرية هي الحرية النفسية وهي الحالة التي يصل فيها الإنسان إلى درجة عالية من التوازن الداخلي والقدرة على التحكم في مشاعره وعواطفه وعقله مما يمكنه من التعامل مع الضغوطات الحياتية بشكل أفضل والحفاظ على صحة نفسية جيدة لذلك فإن الصحة النفسية تكون بمثابة الأساس الذي يمكن أن يعزز أو يضعف قدرة الإنسان على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين وعلى اتخاذ القرارات الحاسمة في حياته وهكذا نرى أن الصحة ليست مجرد حالة جسمانية أو مرضية بل هي تتداخل مع كافة جوانب الحياة البشرية فلا يمكن أن نعتبر الصحة مستقلة عن مفاهيم الحرية بل هي العامل الذي يحدد مدى قدرة الإنسان على العيش بحرية في جميع المجالات الحياة العملية أو الاجتماعية أو المالية أو الأسرية أو النفسية ولهذا تعتبر الصحة أغلى ما يملكه الإنسان إذ أنها المفتاح الذي يفتح أمامه جميع أبواب الحرية التي يرغب في الوصول إليها

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي