سنديانةُ الساحل السوري

كامل الدلفي
2025 / 3 / 15

سنديانة الساحل السوري
إلى الأم زُرقةٌ سَباهِيّةٌ، (أمُّ أيمنَ)

تلوذُ الكلماتُ فرارًا من قلمي خوفًا أن أسطِّرَ فيها عنكِ ما لا يرتقي إليكِ.
تتوسّلني الكلماتُ بضراعةٍ أن أُجنِّبَها حرجًا يلمُّ بهدوءِ سجيتِها ساعةَ تلقاكِ، وتذرِفَ حِبْرَ بلاغتِها بين يديكِ.
وتلعثمتُ كأنِّي أهشُّ على غنمي إلى موردٍ ارتأيتُه، فعصتني… فنِمتُ عميقًا عنها.
فثَمَّ هدوءٌ يَلثمُ وجعي، ويطمئنُ نفسي: لا تعجل، إنَّ الإنسانَ لفي خُسر.
فثَمَّة ضوءٌ يأخذُ بيدي، ويحدو بقلبي، وييمِّمُ شَطرَ ملاحمِكِ الكبرى؛ ليلثمَ عَبَقَ شذاها، ويحفِرَ في ظُلماتِ الحاضرِ آثارَ معالِمِها النورانية.
ها أنذا أقتربُ رويدًا من دائرةِ الهَوَسِ القصوى، وافاعِي القُبحِ المجنونةِ تتفاقمُ كُرهًا، تَمتصُّ رحيقَ الساحلِ بأقصى ما أُمكنَ من غِلٍّ تاريخيٍّ.
لحقتني — قبل وصولي إلى حضرةِ مَعبَدِكِ الشامخِ — قافلةُ حروفي، تستأذنني أن تتشكَّلَ في روحي أطوارَ هديلٍ محمومٍ، وأنينِ جراحٍ نزفتْ حرقتَها في الرمل.
ورسائلُ غَرَقي في الدهشةِ لا تدري أيَّ طريقٍ يُوصلُها ببريدٍ آمن.
وصلت روحي إليكِ في صُبحٍ أَعشى، مخنوقٍ في عبرتِه، لا يجرؤ أن يتنفس، أو يبسطَ راحته للشمس، فهناك ظلامٌ ساحقٌ، والصمتُ مُريبٌ يضرِبُ في أطنابِ الساحل…
إلّا صوتُكِ، يهدرُ في وجهِ الموتِ، فيَخرسُ جَبَروتُ الموتِ أمامَكِ مذلولًا مَدهورًا، وبانتْ عورتهُ كما بانتْ سَلفًا في العهدِ الأوَّلِ، "لِتُقَبِّحَ وجهَ التاريخ".
سيّدتي…
أطوفُ بسموِّ ثباتِكِ، وجلالةِ قلبِكِ، فتقبّلي مني:
سلامٌ عليكِ، على هدوئِكِ وأنتِ تصفعينَ المغولَ في كلِّ حين…
سلامٌ عليكِ؛ فإنكِ أُمُّنا، وسيّدةُ العصرِ،
وأُمُّ الشهداءِ في كلِّ الأرض.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي