عن الثورة التي ضلت طريقها

عبدالله عطية شناوة
2025 / 3 / 14

حين بدأ الحراك المناهض للدكتاتور بشار الأسد في مثل هذه الأيام من عام 2011، كانت فرحتي كبيرة، لأنني كنت شاهد عيان على معاناة السوريين من همجية نظامه الدموي.

وكان لي خلال عملي في القسم العربي بإذاعة السويد واقعة مشهورة مع سفير النظام السوري في ستوكهولم، حيث أجريت له لقاء مسجلا مع زوجة مواطن عراقي - سويدي هو الفقيد شاكر الدجيلي، الذي كان في طريقه من ستوكهولم إلى بغداد مرورا بدمشق، واختفت آثاره في مطار دمشق، حاول السفير خلال المقابلة انكار معلومات قدمتها زوجة الدجيلي، تؤكد وجوده في أحد السجون السورية، وبعد الانتهاء من تسجيل النقاش الذي أدرته بينهما، والذي لم يكن في صالحه، حاول السفير التأثير عليها عبر الإيحاء بأن بضع كلمات إشادة منها بالدكتاتور بشار الأسد، ربما تساعد في الكشف عن زوجها وعودته إلى أحضان عائلته. أمر حملها، على أن تطلب مني إعادة التسجيل. رفضت طلبها، ونشب بيني وبين السفير شجار، بعد ان قلت له انه ليس مسموحاً له أن يستغل ظروف الزوجة الصعبة، ويضع على لسانها كلاماً يغاير قناعاتها، وكنت خلال الشجار أعاني الألم لإحساسي أن موقفي أطفأ بصيص أمل وهمي خلقته مناورة السفير أمام زوجة شاكر، لكني كنت ملتزماً بشرف مهنة الصحافة.

مناهضتي للدكتاتور بشار الأسد، وتضامني مع الحراك الشعبي السلمي الهادف إلى التخلص من نظامه، كان له بالإضافة إلى التعاطف مع ضحاياه من الأشقاء السوريين في معاناتهم، امر يتصل بموقفه من بلدي العراق، إثر الغزو الأمريكي، والذي تمثل بمحاولته وراثة صدام حسين، عبر إنشاء معسكرات للإرهابيين في سوريا وشحنهم بعد التدريب إلى العراق، تحت ذريعة مقاومة الإحتلال، دون الإهتمام بالجوهر الأرهابي للمتدربين، الذين تطوروا لاحقا إلى جماعة الزرقاوي الذي كان أحمد الشرع / أبو محمد الجولاني أحد مجنديه.

لكل هذه الأسباب تضامنت مع الحراك الشعبي السلمي المناهض للأسد ونظامه، والذي تعامل معه النظام بوحشية جعلت المشاركين فيه يقبلون تحوله من حراك سلمي إلى تمرد مسلح ممول من محميات الخليج ومدعوم من تركيا وإسرائيل، تسود فيه جماعات الإرهاب التكفيري، التي سجلت ذروة نجاحاتها في إقامة دويلة داعش على أراض سورية وعراقية. عند هذه النقطة كان لزاماً عليَّ أن أعيد تقييم الموقف، وأتراجع عن دعم ثورة ظلت طريقها، وتحولت إلى أداة لتدمير سورية لمصلحة أعدائها وأعداء العرب من الصهاينة والأمبرياليين، بدلا من أن تكون جسرا ينقلها إلى عالم الحرية والسيادة والأستقرار.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي