![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبد النور إدريس
2025 / 3 / 13
قصيدة: السفر..لكِ وحدكِ
للشاعر عبد النور إدريس
ملخص نقدي لقصيدة "السفر.. لك وحدك" للشاعر إدريس عبد النور
الناقد الأدبي.ع.إ
تتخذ هذه القصيدة طابعًا وجدانيًا عاطفيًا عميقًا، حيث يجسد الشاعر حالة نفسية مضطربة بين الحب والفراق، بين التذكر والنسيان، وبين السفر والترحال في مساحات الوجد والاشتياق.
1- الافتتاحية: الوله والتيه العاطفي
يبدأ الشاعر بنداء يتكرر في القصيدة: "آهٍ... يَا سَيِّدَتِي"، وهو نداء ينبض بالألم والتوق، كأنه زفرة قلب مثقل بالحنين. يؤكد أنه لا شيء يعجبه، وأنه رجل مسكون بالولَه والترحال العاطفي. يصور نفسه كطفلٍ في الهوى، لا يستقر في مكان، وكأن الحب قدرٌ أبديّ يلاحقه أينما ذهب.
2- العلاقة الجدلية بين الذكرى والنسيان
رغم محاولاته المتكررة لنسيان محبوبته، فإن الألحان تتجدد داخله، ويتحول المساء إلى نثرٍ يضيء في ذاكرته، وكأنها محفورة في وجدانه لا يستطيع محوها. هذه العلاقة الجدلية بين الذكرى والنسيان تتكرر، حيث يبدو النسيان مستحيلًا، ويتحول الحب إلى لحن خالد يوقظ الشعر فيه باستمرار.
3- التساؤل عن إمكانية الخلاص من العشق
يتساءل الشاعر بمرارة:
"هَلْ يُطْفِئُ الوَجْدَ غُبَارُ الطَّرِيقِ؟
هَلْ يُحْكِمُ النِّسْيَانُ أَزْرَارِي؟"
يبحث هنا عن أي وسيلة للتخلص من العشق، لكنه يدرك أن النسيان ليس مجرد قرار، بل صراع بين العقل والقلب. يصف نفسه بـ "المستبد بحريقه"، أي أنه لا يستطيع الهروب من نار العشق، بينما يصف محبوبته بـ "مستبدة العطر والأسرار"، مما يوحي بأنها تسيطر عليه بفتنتها وسحرها الغامض.
4- المحبوبة ككيان مزدوج: الضوء والألم
يستمر في تصويرها كمصدر للنور والألم معًا، فهي "شعلة الضوء" التي تضيء حياته، لكنها في الوقت ذاته "مذاق الفراق" الذي يسقيه العذاب. هذا التناقض يعكس طبيعة الحب العميق، حيث تكون الحبيبة هي الجنة والعذاب في آنٍ واحد.
5- النداء الأخير والاستغاثة
في النهاية، يتصاعد الحنين في نداء مليء بالتوسل:
"اِرْحَمِي شَوْقَ الأَشْجَارِ،
وَارْحَمِي فَتًى صَرِيحًا،
يُنَادِي هَوَاكِ،
وَيَسْكُنُ الرِّيحَ..."
هنا، يشبه نفسه بشجرة عطشى للحب، فتًى صريحًا لا يخفي مشاعره، لكنه يواجه الريح وحده، أي أنه يظل مأسورًا لحب لا يجد له صدى. الختام يوحي بالاستسلام لشوق أبدي، وكأن نداءه الأخير ليس إلا صرخة في الريح.
القصيدة في جوهرها
قصيدة السفر.. لك وحدك تجسد تجربة حب استثنائي يتأرجح بين الأمل واليأس، بين محاولة النسيان والتشبث بالذكرى، بين استبداد العشق وجبروت الحنين. إنها رحلة داخل الذات، حيث يسافر الشاعر ليس عبر الأمكنة، بل عبر قلبه الذي لا يكفّ عن مناجاة محبوبته.
القصيدة:
السفرُ لكِ وحدكِ
للشاعر إدريس عبد النور
آهٍ... يَا سَيِّدَتِي،
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي...
غُيُومٌ تُسَافِرُ، وَأَنَا سَيِّدُ الوَلَهِ،
وَطِفْلُ الهَوَى... رَحَّالٌ.
يَا أَنْتِ...
كُلَّمَا قُلْتُ: سَأَنْسَاكِ،
اِسْتَيْقَظَ اللَّحْنُ فِيَّ شِعْرًا،
وَأَضَاءَ المَسَاءُ... نَثْرًا.
آهٍ... يَا سَيِّدَتِي،
هَلْ يُطْفِئُ الوَجْدَ غُبَارُ الطَّرِيقِ؟
هَلْ يُحْكِمُ النِّسْيَانُ أَزْرَارِي؟
أَنَا المُسْتَبِدُّ بِحَرِيقِي،
وَأَنْتِ... مُسْتَبِدَّةُ العِطْرِ وَالأَسْرَارِ.
يَا سَيِّدَتِي...
يَا شُعْلَةَ الضَّوْءِ،
يَا مَذَاقَ الفِرَاقِ.
يَا سَيِّدَتِي...
يَا وَجَعِي،
يَا نَحْتًا فِي القَلْبِ مَجْرُوحا...
آهٍ... يَا سَيِّدَتِي،
اِرْحَمِي شَوْقَ الأَشْجَارِ،
وَارْحَمِي فَتًى صَرِيحًا،
يُنَادِي هَوَاكِ،
وَيَسْكُنُ الرِّيحَ...
__ــــــــــ
للمزيد من الاطلاع على تجليات القصيدة ،المرجو مشاهدتها بالرباط الآتي:
https://vm.tiktok.com/ZMBYnJxLG/
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |