![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
بنعيسى احسينات
2025 / 3 / 13
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب
القرآن دستور إلهي، يجب فهمه والعمل بأوامر الله فيه. فليس مجرد جمال صوت مقرئ، وكتاب نقرأه في رمضان، ونشغله في السيارة والمحل.
إن سبب تخلف الأمة العربية الإسلامية وانهزامها، ليس ابتعادها عن الدين كما يزعم بعض المغرضين، بل باعتمادها أساسا على رجال الدين.
لم يتوقف الفقهاء عند: "إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"، بل اختزلوه في سور، وتغنى به المجودون، وحولوه إلى دكان عطار يصلح لكل شيء.
أصبح القرآن يتلى في الأفراح والأحزان وفي القبور. يشغل في المتاجر والتاكسيات، والتنافس على أصوات المقرئين، وتعلق آياته في كل مكان.
لم يتوقف الأمر عند الرسول محمد (ص)، في تحريم تدوين ما يقوله في حياته، بل تعدى ذلك إلى عمر بن الخطاب، إذ أحرق كل ما كٌتب عنه.
كان الناس لحبهم لمحمد (ص)، يحتفظون بأقواله للتبرك بها. واستمر الأمر قرنين إلى العهد العباسي، ثم بدأ التفكير لجمع الحديث جيده وغثه.
بعد قرنين من موت محمد (ص)، لم يتمكن الناس، من الاحتفاظ بأقواله لفظا ومعنى، بل بما فهموه منها فقط. هكذا تم تشويه أغلب الحديث.
على المسلمين أن لا يكون بينهم فقير أو محتاج، حسب تعاليم الإسلام في القرآن الكريم. لكن ما يلاحظ، كثرة المتسولين في العالم الإسلامي.
إن عدد المساجد في العالم، يعد بمئات الآلاف وعدد المتسولين بأبوابها يعد بعشرات الملايين. فكيف يتم قبول حكام المسلمين لهذه الوضعية؟
لماذا تقدم الغرب وأمريكا واليابان، وتخلف غيرهم، منهم العالم العربي الإسلامي؟ فأين يكمن الخلل؟ أفي العقل أم في الحكم والتسيير؟
لقد كان مشايخ الإسلام، ضحايا نظام التعليم الديني القديم، في العالم العربي الإسلامي، فتوارثوا الأخطاء واستمروا في إنتاجها باستمرار.
تحتاج الأمة العربية الإسلامية اليوم لتصحيح مسار دينها، إلى تغيير نظام التعليم الديني فيها، ليصبح نظاما عصريا منفتحا على العالم.
إذا ما استمر نظام التعليم الديني على ما هو عليه، وتحكم العقل التراثي في كل شيء، فاعلم أن مستقبل الإسلام مهدد، ومعرض للاختراق.
ما يهدد مستقبل الإسلام في الأمة العربية الإسلامية، هو التعصب الديني المبني على الجهل وتقليد السلف، وأدلتجة وتسييس غاياته ومراميه.
لا يمكن اختزال تخلف الأمة العربية الإسلامية في هيمنة الدين على الحياة العامة، بل هناك أسباب أخرى؛ سياسية واقتصادية واجتماعية.
الجميع يتجنب الأسباب الحقيقية للتخلف ويعلقها فقط على الدين. فمنهم من يقول: هو سبب التخلف. ومنهم من يقول: السبب هو التخلي عن الدين.
الغيب لا يعلمه إلا الله. فكيف للبشر أي كان، أن يعلم ما يجري عند الموت وبعده. وما حدث في الإسراء والمعراج. وما سيحدث يوم القيامة؟
الفرائض الخمس هي وسائل لغايات أسمى. فقضاؤها دون الاهتمام بقضايا أخرى، لا تؤدي دورها بتاتا. فالصلاة مثلا، تنهى عن الفحشاء والمنكر.
لكل فعل تعبدي لله، يريد منه سبحانه غايات ما. لا بد إذن، من البحث عن هذه الغايات لتحقيقها، حتى يتقبل الله منا أفعالنا التعبدية.
غايات التدين، هو العمل الصالح، والالتزام بالصراط المستقيم. هكذا يتحقق التقرب إلى الخالق. فالتدين إذن شهادة، عن تحقيق هذه الغايات.
إن الأمة التي لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم، بل تسمع وتتبع وتقول: سمعنا وأطعنا فقط، لا تتخذ موقفا حرا إزاء أفكار وقضايا تهم وجودها.
قضايا الدين في العالم العربي الإسلامي، ليس من اختصاص العامة والمتخصصين في المجالات الأخرى. إنها من اختصاص واحتكار مشايخه.
لا حق لأحد أن يناقش مشايخ الإسلام، سواء من العامة أو الخاصة. لأن ما يقولونه مقدس ومعصوم من الأخطاء، ما دام له علاقة بالله ورسوله.
النبي الرسول محمد(ص) والخلفاء الراشدين، لم يدونوا الحديث كما دونوا القرآن في عهدهم. لماذا انتظار قرنين من الزمن، لجمعه وتدوينه؟؟
هل كانت الحاجة ماسة وضرورية، لجمع وتدوين الحديث في العصر العباسي؟ فكيف تم تغليب الحديث كوحي ثاني، على حساب تهميش القرآن؟
آفات الدين السياسة. فإذا ما اختلط الدين بالسياسة، فابحث عن الله في الأرض لا في السماء. هكذا ينتقل الدين من القداسة إلى الممكن.
الرسول محمد (ص)، بريء من الحديث. لقد منع الاشتغال به في حياته، واستمر المنع مع الخلفاء الراشدين. فكيف تريدون أن نأخُذ به بعد موته؟
إن العصر العباسي كان مهد الدين الإسلامي الموازي. فصله المشايخ على مقاس الدولة ومصالحها. وجعلوا من الحديث الوحي الثاني.
عرف الدين الموازي انتشارا واسعا، منذ العباسيين إلى اليوم. همه تهميش القرآن، والتركيز على الحديث والفقه، ومحاربة العلوم الكونية.
لا أحد ينكر السنة وهي مرتبطة بالله ورسوله. فسنة الرسول من سنة الله. ما تم نكرانه، التقول عليه بما لم يقله، واعتبار حديثه وحي ثاني.
تلُف شبهات كثيرة، حول جمع الحديث وتدوينه بعد قرنين، في واقع يعرف هيمنة النقل على العقل، ومحاربة الفكر المتفتح، في جميع تجلياته.
إن اجتهاد الشافعي بالقول: إن الحديث وحي ثاني، ويمكن له أن ينسخ القرآن، قد أدى الأمر إلى هجر القرآن الكريم، على حساب الحديث.
الشعائر ليست من الأعمال الصالحة باستثناء الزكاة. فهي اتصال مباشر بالله وضمانة صادقة، على أن ما نقوم به أعمال صالحة للتقرب من الله.
إن القيام بواجب الشعائر، تعني أننا في حضرة ربنا الكريم. فلا يمكن أن نكون في مقامه، ونحن نخالف أوامره فيما يخص العمل الصالح.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |