المخدرات الرقمية: عندما تصبح الأصوات بوابة للإدمان في العصر الرقمي

هند الحريري
2025 / 3 / 12

المخدرات الرقمية هي نوع جديد من المخدرات ، بدأ الأعلام العربي بتسليط الضوء عليها متأخرا خمس سنوات عن حديث الغرب عنها .. خطر يزحف الى بيوتنا ، متسللا عبر شبكات الأنترنت وأجهزة الحاسوب الألي ..
عبارة عن مقاطع صوتية يتم سماعها عبر سماعات الأذن بترددات معينة في الأذن اليمنى وترددات أقل منها في الأذن اليسرى ، فهنا يحاول الدماغ جاهدا أن يوحد بين الترددين للحصول على مستوى واحد للصوتين ، وهذا الأمر يجعل الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الأشارات الكهربائية العصبية التي يرسلها .. فالفارق بين طرفين السماعة هو الذي الذي يحدد حجم الجرعة ، فكلما زاد الفارق زادت الجرعة ..
تقنية النقر بالأذنين هي التي نشأت وأعتمدت عليها المخدرات الرقمية ، والتي أكتشفها العالم الألماني هينري دوف عام 1839 وأستخدمت أول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية لشريحة من المصابين بالأكتئاب الخفيف أو الذين يرفضونه العلاج بالأدوية ..
تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصواتي المشوشة وتكون قوة الصوت أقل من 1000الى 1500 هيرتز كي تسمع منها الدقات . أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية ويكون الفارق ضئيلا يقدر من 30 هتريز لذلك ينصح المروجين لها أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع ستاريو كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز ..
أنقسمت الأراء حول تأثير المخدرات الرقمية فهنالك من قال أنها مؤثرة ، وهناك من لم يقبلها فقال أنها ليس لها تأثير أيجابي بل أنها ربما تسببت في آلام الظهر والرأس ..
ولكن أتفق أنها تعطي تأثيرا على المتعاطي كتأثير المخدرات التقليدية تماما ، مثل الهيروين والكوكايين والحشيش ونبات البانجو والكريستال وغيرها ، فربما يقوم الشخص بالصراخ والهلوسة أو تشنجات لا أرادية في العضلات ...
ويحتاج مدمن هذا النوع من المخدرات طقوسا معينة أولها أن يكون في غرفة ذات أضاءة منخفضة ومعصوب العينين يرتدي ملابسا فضفاضة ويشرب الماء قبل الأستماع للمقطع حتى يحقق الوصول للتأثير جراء هذه المقاطع ..
المخدرات التقليدية يمكن علاج أدمانها أما هذا النوع الجديد فعلاجه صعبا الى حد كبير، مواقع مخصصه تقوم ببيع هذه المقاطع الصوتية المخدرة على مواقع الأنترنت دون رقابة ر سمية عليها .. حيث يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الأجتماعي أيضا مقابل القليل من الدولارات ..
العالم العربي عرف المخدرات الرقمية عام 2012 وأنتشرت تحديدا في لبنان والمملكة العر بية السعودية والجزائر . مراقبون أكدوا أن هذه المقاطع الصوتية هي مجرد مقاطع موسيقية تساعد على التركيز والأسترخاء كتلك المستخدمة في رياضات التأمل واليوغا ..
تعد هذه الأساليب الجديدة هي محاولة للهيمنة على الفئات الشابة من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج على هكذا أفعال تسبب تراجع كبير في ثقافات شعوب ومجتمعات معينة . مما تسبب هذه المقاطع من تأثيرات كبيرة على العقلية بعد الاعتياد عليها بحيث تسبب الهلوسة وخسارة التوازن النفسي والجسدي .فيجب على الحكومات أن تفرض سياسات معينة توجب السيطرة والمنع التام على بيع وتداول هذا النوع من الموسيقى التي تكون ذات خطر يفتك بشباب المستقبل ويجعلهم في حالة صحية غير جيدة مما يسبب تراجع في ثقافات وتطور المجتمعات كافة .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي